Live Chat

ارتفاع سعر الذهب بسبب المخاطر الجيوسياسية وضعف الدولار الأمريكي


سعر الذهب يستفيد من الطلب على الملاذ الآمن في ظل تزايد التوترات الدولية


شهد سعر الذهب (XAU/USD) يوم الاثنين ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بدأ يستعيد بعضًا من الخسائر التي تكبدها في الأسبوع الماضي، عندما وصل إلى أدنى مستوى له منذ 12 سبتمبر. هذا الارتفاع جاء بعد سلسلة من التراجعات التي استمرت ستة أيام متتالية.

ومن الواضح أن المعدن الأصفر قد استفاد بشكل كبير من تصاعد المخاوف الجيوسياسية العالمية، حيث بدأت تدفقات الملاذ الآمن في دعم سعر الذهب. هذا الارتفاع يعكس قلق المستثمرين من تفاقم الصراعات العالمية وتزايد التوترات السياسية التي باتت تؤثر بشكل مباشر على الأسواق العالمية.

gold_up_1200_format_jpg


التوترات الجيوسياسية ترفع الطلب على الذهب


أحد العوامل الرئيسية التي ساعدت في دعم سعر الذهب هو تصاعد الأزمات الجيوسياسية، خاصة في أوكرانيا والشرق الأوسط. ففي نهاية الأسبوع الماضي، أضافت التطورات الأخيرة في أوكرانيا دفعة جديدة للطلب على الذهب بعد أن أقر الرئيس الأمريكي جو بايدن تزويد أوكرانيا بصواريخ أمريكية بعيدة المدى لتمكينها من توجيه ضربات أعمق داخل الأراضي الروسية. يأتي هذا في وقت يشهد فيه الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا تصعيدًا متسارعًا، ما أثار قلقًا عالميًا من زيادة المواجهات العسكرية.


إلى جانب ذلك، كانت هناك هجمات روسية على منشآت مدنية في مدينة سومي شمال أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص. كما استهدفت الهجمات الروسية الطائرات المسيّرة والصواريخ بنية الطاقة الأوكرانية. كل هذه الأحداث دفعت إلى زيادة التدفقات نحو الأصول الآمنة، مثل الذهب، حيث يلجأ المستثمرون إليه كوسيلة للحفاظ على قيمة أموالهم في أوقات الأزمات السياسية والعسكرية.


ضعف الدولار الأمريكي يعزز من جاذبية الذهب


من جهة أخرى، يظل الدولار الأمريكي ضعيفًا في الوقت الحالي، حيث لا يزال دون أعلى مستوياته في العام الماضي، ما يعزز من جاذبية الذهب. فعندما يكون الدولار ضعيفًا، يميل المستثمرون إلى تحويل أموالهم إلى أصول أخرى مثل الذهب، الذي يعتبر من الملاذات الآمنة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي. هذا العامل ساعد أيضًا في دفع سعر الذهب للارتفاع في الأسابيع الأخيرة، حيث يستفيد المعدن الأصفر من ضعف أداء العملة الأمريكية.


لكن هل سيظل سعر الذهب في صعود مستمر؟


ورغم أن سعر الذهب شهد ارتفاعًا قويًا في الأيام الأخيرة، إلا أن هناك عوامل قد تحد من استمراره في الصعود. أبرز هذه العوامل هو ما يُتوقع من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن سياساته الاقتصادية، وخاصة خطط فرض الرسوم الجمركية وتخفيضات الضرائب الممولة بالديون. من المتوقع أن تؤدي هذه السياسات إلى زيادة الضغط التضخمي في الاقتصاد الأمريكي، ما يعني أن الاحتياطي الفيدرالي قد يكون أقل ميلًا لخفض أسعار الفائدة بشكل كبير.


ارتفاع عوائد السندات الأمريكية يضغط على الذهب


علاوة على ذلك، أظهرت التصريحات الأخيرة من كبار مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أنهم لا يخططون لتخفيض أسعار الفائدة بسرعة في الوقت الراهن. في تصريح له الأسبوع الماضي، قال جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، إن الاقتصاد الأمريكي لا يحتاج إلى تسرع في خفض أسعار الفائدة، نظرًا لأن الاقتصاد ما زال قويًا، وسوق العمل ثابت، والتضخم لا يزال أعلى من الهدف الذي يسعى إليه البنك المركزي.

كما أشار إلى أن هناك مجالًا محدودًا لخفض أسعار الفائدة في الوقت الراهن، مما يعزز من توقعات استمرار العوائد المرتفعة على السندات الأمريكية.


وبالنظر إلى أن العوائد على السندات الأمريكية، خاصة السندات لأجل 10 سنوات، تظل بالقرب من أعلى مستوياتها في عدة أشهر، فإن هذا يضغط على الذهب. فبما أن الذهب لا يدر عوائد مثل السندات، فإن ارتفاع العوائد يعزز من جاذبية السندات على حساب المعدن الأصفر.


التوقعات المستقبلية لسعر الذهب


مع وجود توقعات بتزايد التضخم نتيجة للسياسات الاقتصادية المتبعة في الولايات المتحدة، قد يظل الذهب عرضة للضغوط بسبب العوائد المرتفعة على السندات. ومع ذلك، يظل الذهب يتمتع بجاذبية كبيرة بسبب التوترات الجيوسياسية المستمرة، والتي تواصل دفع المستثمرين إلى الاتجاه نحو الأصول الآمنة.


في الختام، يمكن القول إن سعر الذهب سيظل عرضة للمتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. في حين أن ضعف الدولار الأمريكي قد يستمر في دعم سعر الذهب على المدى القصير، فإن العوامل المتعلقة بسياسات الاحتياطي الفيدرالي وارتفاع العوائد على السندات الأمريكية قد تحد من قدرة المعدن الأصفر على تحقيق مكاسب كبيرة في المستقبل.

لذا، يبقى المستثمرون حذرين ويراقبون عن كثب تطورات السوق والمخاطر العالمية التي قد تؤثر بشكل مباشر على اتجاهات سعر الذهب في الأسابيع المقبلة.


عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.


الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.

آخر الأخبار

الخميس, 19 كَانُون ٱلْأَوَّل 2024

Indices

كيف تؤثر المشاريع الكبرى لشركة إعمار العقارية على سعر السهم؟

الخميس, 19 كَانُون ٱلْأَوَّل 2024

Indices

الخميس, 19 كَانُون ٱلْأَوَّل 2024

Indices

سعر صرف الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه المصري: تحليل وتوقعات 2024

UK GDP

الخميس, 19 كَانُون ٱلْأَوَّل 2024

Indices

الأسبوع القادم:الأسبوع الكامل الأخبر لعام 2024 في الأسواق المالية

Live Chat