Live Chat

سعر الذهب يستعيد زخمه بعد التراجع المؤقت: التوترات السياسية والاقتصادية تدعمه


استعاد سعر الذهب نشاطه الإيجابي عقب التراجع الذي شهده من أعلى مستوى قياسي له. ورغم الارتفاع الملحوظ في عوائد السندات الأمريكية، فإن التوترات السياسية في الولايات المتحدة والأزمات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط تظل تدعمه كملاذ آمن.

في هذا المقال، سنستعرض الأسباب التي جعلت الذهب يحتفظ بجاذبيته على الرغم من الضغوط الاقتصادية، مع تحليل العوامل التي تؤثر في تحركاته.

gold_1200_format_jpg

الذهب يحقق دعمًا قويًا بعد التراجع


بعد وصوله إلى أعلى مستوى على الإطلاق الذي بلغ نحو 2,740 - 2,741 دولار أمريكي للأوقية، شهد الذهب تراجعًا طفيفًا، ولكن سرعان ما استعاد زخمه في جلسة التداول الآسيوية يوم الثلاثاء. التراجع كان محدودًا، حيث بقي الذهب في دائرة الارتفاعات القوية، بدعم من عوامل عدة أبرزها حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي التي تهيمن على الولايات المتحدة، إلى جانب التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط.


يرتبط الطلب على الذهب ارتباطًا وثيقًا بهذه العوامل الخارجية، حيث يعتبره المستثمرون ملاذًا آمنًا وسط التقلبات الكبيرة التي تشهدها الأسواق المالية العالمية.

التوترات السياسية والانتخابات الأمريكية: محفزات لارتفاع الذهب


في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، يزداد عدم اليقين السياسي في البلاد. الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، ونائبه كامالا هاريس، يواجهون تحديًا كبيرًا من منافسيهم، على رأسهم الرئيس السابق دونالد ترامب. هذا الوضع السياسي المتأزم يزيد من حالة القلق في الأسواق، مما يعزز من جاذبية الذهب باعتباره أداة تحوط فعالة ضد المخاطر.


وبالإضافة إلى الانتخابات الأمريكية، تزداد المخاوف من التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط. هناك تهديدات باندلاع نزاعات جديدة، وقد يكون لهذه الأزمات الجيوسياسية تأثيرات كبيرة على الأسواق المالية. كل هذه التوترات تساهم في دعم الطلب على الذهب، حيث يبحث المستثمرون عن أصول أكثر أمانًا في أوقات الأزمات.

سندات الخزانة الأمريكية وارتفاع الدولار: الضغوط على الذهب


على الرغم من الضغط الناتج عن ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، لا يزال الذهب يحافظ على بريقه، إذ أن الارتفاع الكبير في العوائد لا يمنع المستثمرين من الإقبال على المعدن الأصفر. عوائد السندات الأمريكية سجلت مستويات مرتفعة منذ أغسطس الماضي، مدفوعة بتوقعات تقلص الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في نوفمبر المقبل. هذه العوائد المرتفعة غالبًا ما تضع ضغوطًا على الذهب، لكنه لا يزال يواصل الارتفاع بسبب الظروف الاقتصادية العالمية.


من جهة أخرى، على الرغم من صمود الدولار الأمريكي قرب أعلى مستوياته منذ أوائل أغسطس، فإن الذهب لا يزال يحظى بإقبال واسع من قبل المستثمرين. فالزيادة في الدولار عادة ما تضر بالذهب، حيث يرتبط سعر المعدن الأصفر بشكل عكسي مع قوة العملة الأمريكية. إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة المتوقع من قبل الفيدرالي الأمريكي، وكذلك المخاوف من التضخم، ساهمت في الحفاظ على الطلب المرتفع على الذهب.

السياسات النقدية العالمية: دعم إضافي للذهب


سجلت البنوك المركزية الكبرى، بما في ذلك البنك المركزي الأوروبي، خفضًا لأسعار الفائدة في وقت سابق من هذا العام، وهو ما يساهم في تعزيز قوة الذهب. ويُتوقع أن تستمر هذه السياسات التوسعية التي تتبناها العديد من البنوك الكبرى، مما سيزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل انخفاض أسعار الفائدة.


وأيضا، هناك إشارات من بنك إنجلترا والمركزي الأمريكي بأنهما قد يعتمدان المزيد من سياسات التيسير النقدي في المستقبل، وهو ما يعني أن خفض أسعار الفائدة قد يكون في الأفق، ما سيؤثر بشكل إيجابي على أسعار الذهب.

التوقعات الفنية للذهب: تحديات وصعود محتمل


من منظور فني، يشير الرسم البياني للذهب إلى حركة صعودية خلال الأسبوعين الماضيين، حيث يسير المعدن الأصفر داخل قناة صاعدة. هذه القناة تشير إلى أن السعر يمكن أن يواصل الارتفاع إلى مستويات مقاومة جديدة، حيث يواجه الذهب تحديًا كبيرًا عند مستوى 2,750 دولار أمريكي. هذا المستوى يعتبر عقبة رئيسية، وإذا تم تجاوزه، فقد يشهد الذهب مزيدًا من الارتفاعات إلى مستويات قياسية جديدة.


لكن في الوقت نفسه، هناك إشارات من مؤشر القوة النسبية (RSI) على الرسوم البيانية اليومية والساعة، تفيد بوجود حالة من التشبع الشرائي، مما قد يدعو المستثمرين إلى توخي الحذر. من المتوقع أن يشهد السوق فترة من التوحيد أو التصحيح الطفيف قبل أن يستمر في الارتفاع.

المستويات الحاسمة والتوقعات المستقبلية


إذا استمر السعر في التراجع، من المتوقع أن يجد الذهب دعمًا قويًا عند مستويات 2,720 دولار أمريكي، تليه منطقة القناة الصاعدة عند مستوى 2,710 دولار. في حال كسر هذه المستويات، قد ينخفض الذهب إلى ما دون 2,700 دولار، مع احتمال الوصول إلى مستوى 2,685 دولار.


من ناحية أخرى، إذا تمكن الذهب من الحفاظ على زخم الصعود، فإن الأسعار قد تستمر في الاتجاه نحو مستويات مقاومة جديدة، مثل 2,750 دولار أمريكي، وصولًا إلى مستويات تاريخية جديدة. في هذه الحالة، سيكون الذهب قادرًا على تحقيق مزيد من المكاسب، مما يعزز من مكانته كملاذ آمن في الأسواق المالية.


على الرغم من الضغوط التي يواجهها الذهب من ارتفاع العوائد على السندات الأمريكية وقوة الدولار، فإن المعدن الأصفر يظل مدعومًا بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية. استمرار حالة عدم اليقين في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، إلى جانب سياسات التيسير النقدي من البنوك الكبرى، سيسهم في تعزيز الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر. في المستقبل القريب، من المتوقع أن يتابع المتداولون تحركات الذهب عن كثب، مع توقعات بارتفاعات جديدة في حال تجاوز العقبات الحالية.


عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.


الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.

آخر الأخبار

الاثنين, 21 تِشْرِين ٱلْأَوَّل 2024

Indices

قطر للطاقة تتطلع إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية

الاثنين, 21 تِشْرِين ٱلْأَوَّل 2024

Indices

أسعار النفط تستعيد بعض قوتها بعد خسارة %7 الأسبوع الماضي

الاثنين, 21 تِشْرِين ٱلْأَوَّل 2024

Indices

حالة عدم اليقين العالمية تدفع الذهب إلى مستوى قياسي، وترتفع الفضة

الاثنين, 21 تِشْرِين ٱلْأَوَّل 2024

Indices

تواجه قطر صعوبة في تأمين صفقات الغاز الطبيعي المسال مع اليابان وكوريا الجنوبية

Live Chat