الأربعاء Nov 13 2024 06:41
1 دقيقة
شهدت أسعار الذهب (XAU/USD) بعض التحسن بعد أن سجلت أدنى مستوى لها منذ نحو شهرين في وقت سابق من الأسبوع. ففي جلسة التداول الآسيوية يوم الأربعاء، انتعش سعر الذهب بعد أن وصل إلى حوالي 2590 دولار للأونصة، وهو مستوى لم تشهده الأسعار منذ 20 سبتمبر الماضي.
ورغم أن الزيادة في أسعار الذهب كانت طفيفة، إلا أنها ساهمت في كسر سلسلة من الخسائر المتتالية التي استمرت لثلاثة أيام. هذا التحسن المفاجئ قد يكون ناتجاً عن عمليات إعادة تقييم من قبل المتداولين الذين يبحثون عن فرص للربح قبل صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية الهامة.
1. ارتفاع العوائد على السندات الأمريكية وقوة الدولار
من العوامل الرئيسية التي تؤثر في سعر الذهب في الوقت الحالي هو ارتفاع العوائد على السندات الأمريكية، إضافة إلى قوة الدولار الأمريكي. شهد الدولار الأمريكي في الآونة الأخيرة انتعاشاً ملحوظاً، حيث وصل إلى أعلى مستوى له منذ أوائل مايو الماضي.
هذا الارتفاع في الدولار كان له تأثير سلبي على الذهب، الذي لا يدر عوائد ثابتة، مما يجعله أقل جذباً للمستثمرين في ظل ارتفاع العوائد على السندات. علاوة على ذلك، يعتبر الذهب من الأصول التي تميل إلى الخسارة عندما يزداد الدولار الأمريكي قوة، حيث يفضل المستثمرون السيولة التي يوفرها الدولار.
2. ترقب بيانات التضخم الأمريكية وأثرها على السياسة النقدية للفيدرالي
العامل الثاني الذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على أسعار الذهب هو التوقعات بشأن بيانات التضخم الأمريكية. حيث أن أي مفاجآت في تقرير التضخم قد يكون لها دور كبير في تشكيل التوقعات حول قرارات البنك المركزي الأمريكي (الفيدرالي) بشأن أسعار الفائدة.
من المتوقع أن يظهر مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في الولايات المتحدة ارتفاعاً طفيفاً في أكتوبر، مما يعزز التوقعات بأن الفيدرالي قد يمتنع عن خفض أسعار الفائدة بشكل كبير في الفترة المقبلة.
يعتبر التضخم أحد العوامل المحورية التي تؤثر في سياسة الفيدرالي، حيث أن أي زيادة في التضخم قد يعزز احتمالية عدم خفض أسعار الفائدة بسرعة، مما يحد من أي دعم قد يحصل عليه الذهب من تقليل أسعار الفائدة.
3. السياسات الاقتصادية لدونالد ترامب وتوقعات التأثيرات المستقبلية
من العوامل الهامة التي يجب أخذها في الاعتبار هي السياسات الاقتصادية التي قد يتبناها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب. تشير التوقعات إلى أن ترامب قد يواصل فرض الرسوم الجمركية الحمائية على بعض الدول، وهو ما قد يرفع من مستويات التضخم في الولايات المتحدة.
زيادة التضخم قد تؤدي إلى تقييد قدرة الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بشكل حاد، مما قد يساهم في رفع عوائد السندات الأمريكية، وهو ما يعزز من قوة الدولار ويضع ضغوطاً على الذهب.
رغم التحسن الأخير في أسعار الذهب، فإن التوقعات تشير إلى أن مكاسب الذهب قد تكون محدودة في المدى القصير. ففي ظل ارتفاع الدولار والعوائد على السندات، بالإضافة إلى السياسة النقدية المتشددة التي قد يتبناها الفيدرالي، فإن الذهب قد يجد صعوبة في الاستفادة من أي انتعاش قوي.
وبالرغم من أن الذهب يعد ملاذاً آمناً في أوقات الاضطرابات الاقتصادية، إلا أن العوامل الحالية التي تشمل قوة الدولار وارتفاع التضخم قد تقلل من جاذبية الذهب للمستثمرين على المدى القصير.
1. السيناريو المتفائل:
إذا جاءت بيانات التضخم الأمريكية أكبر من المتوقع، فقد يعزز ذلك من زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن. فعلى الرغم من أن الدولار قد يستمر في الارتفاع، إلا أن أي مفاجآت تضخمية قد تعيد دفع الذهب للارتفاع بشكل ملحوظ، حيث سيكون هناك دعم قوي من المستثمرين الذين يسعون لحماية رؤوس أموالهم من التضخم المتزايد.
2. السيناريو المتشائم:
من جهة أخرى، إذا استمرت قوة الدولار في السيطرة على الأسواق واحتفظ الفيدرالي الأمريكي بسياسة تشديد نقدي لمكافحة التضخم، فإن الذهب قد يعاني من ضغوط كبيرة على المدى القريب. في هذا السيناريو، يمكن أن تشهد أسعار الذهب انخفاضاً إضافياً مع زيادة عوائد السندات الأمريكية التي تجعل الذهب أقل جاذبية.
تظل أسعار الذهب تحت ضغط في الوقت الحالي، نظراً لعدة عوامل رئيسية تتضمن قوة الدولار الأمريكي، ارتفاع العوائد على السندات، والسياسات الاقتصادية المتوقعة من الرئيس الأمريكي المنتخب.
ورغم التحسن البسيط في أسعار الذهب، فإن المستقبل القريب قد يشهد استمرار الضغوط على المعدن الأصفر، إلا إذا ظهرت مفاجآت في بيانات التضخم الأمريكي أو حدثت تغييرات كبيرة في سياسة الفيدرالي الأمريكي.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.