الجمعة Oct 11 2024 09:15
2 دقيقة
شهد زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) تحركات مستقرة خلال جلسة التداول الأوروبية المبكرة، حيث استقر حول مستوى 1.1120. يأتي ذلك بعد زيادة ملحوظة في الأسعار، حيث صعد الزوج إلى أعلى مستوياته الشهرية عند 1.1189 إثر قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة.
هذا المقال سيستعرض تفاصيل هذا القرار وتأثيراته على الأسواق، بالإضافة إلى تحليل الوضع الاقتصادي في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو.
في الاجتماع الذي عُقد في سبتمبر، قرر الاحتياطي الفيدرالي بدء دورة تخفيض أسعار الفائدة، حيث خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس ليصبح النطاق بين 4.75% و5.00%.
يُعتبر هذا القرار هو الأول منذ أكثر من أربع سنوات، مما يعكس التحديات الاقتصادية التي تواجهها الولايات المتحدة. ورغم هذا التخفيض، فإن التوجيهات المستقبلية للفيدرالي لم تكن كما كان متوقعًا، مما أدى إلى استقرار الدولار الأمريكي بدلاً من تراجع كبير.
خلال المؤتمر الصحفي بعد الاجتماع، صرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأن "السعر المحايد للاقتصاد من المرجح أن يكون أعلى بكثير مما كان عليه قبل الجائحة". هذه التصريحات تحمل في طياتها تحذيرات بشأن الوضع الاقتصادي وتوجهات الفيدرالي المستقبلية.
تم تعديل التوقعات طويلة الأجل للسعر لتصل إلى 2.9%، مما يعكس تغييرات في الرؤية الاقتصادية للفيدرالي.
البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو.
على جانب آخر، أظهرت البيانات التي أصدرتها يوروستات أن مؤشر أسعار المستهلكين المتناغم (HICP) في منطقة اليورو سجل ارتفاعًا بنسبة 2.2% على أساس سنوي في أغسطس، وهو ما يتماشى مع التوقعات. هذا الاستقرار في التضخم يُعد مؤشرًا إيجابيًا للبنك المركزي الأوروبي، والذي يسعى للحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لمواجهة ضغوط الأسعار.
يتوقع أن تتحدث عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، إيزابيل شنابل، في وقت لاحق من اليوم. هذه التصريحات قد تعطي إشارات حول كيفية استجابة البنك المركزي الأوروبي للتضخم المستمر والضغوط الاقتصادية. المستثمرون سيكونون في حالة ترقب لتحديد مدى تأثير هذه السياسات على قرارات البنك المركزي، ومدى استجابة الأسواق لهذه التوجهات.
الأسواق المالية شهدت تقلبات ملحوظة بعد قرار الفيدرالي. شهد الدولار الأمريكي تراجعًا في البداية، لكنه سرعان ما استعاد قوته. في حين أن اليورو يواجه بعض الضغوط بسبب المخاوف بشأن ضعف الاقتصاد في منطقة اليورو. التوقعات بتثبيت أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي قد تعطي دفعة إيجابية لليورو، مما يضيف مزيدًا من التعقيد إلى تحركات السوق.
على صعيد آخر، ستصدر البيانات الاقتصادية المهمة في الولايات المتحدة مثل طلبات إعانة البطالة الأسبوعية ومؤشر فيلادلفيا الصناعي ومبيعات المنازل القائمة. تعتبر هذه البيانات ضرورية لفهم صحة الاقتصاد الأمريكي، وقد تؤثر بشكل كبير على توجهات السوق وسعر الدولار.
المستويات الفنية الحالية
زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) يستقر حالياً حول مستوى 1.1120، بعد أن شهد تحركات قوية في الأيام الأخيرة. بعد ارتفاعه إلى 1.1189، قد يواجه الزوج مقاومة عند هذا المستوى. من المتوقع أن تكون هناك مستويات دعم قوية بالقرب من 1.1100 و1.1050، في حين أن مستويات المقاومة تتمركز عند 1.1200 و1.1250.
الوضع في منطقة اليورو
تواجه منطقة اليورو تحديات جيوسياسية متعددة، بما في ذلك المخاوف من ارتفاع أسعار الطاقة، خاصة في ظل الصراع المستمر في أوكرانيا وتأثيره على إمدادات الغاز. هذه الضغوط قد تؤدي إلى زيادة التضخم، مما يضع البنك المركزي الأوروبي في موقف صعب عند اتخاذ قراراته بشأن السياسة النقدية.
العلاقات عبر الأطلسي
علاقات الولايات المتحدة مع الدول الأوروبية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل سياسة النقد. أي توترات جديدة بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية قد تؤثر سلبًا على الثقة في السوق، مما قد يؤدي إلى تقلبات في أسعار الصرف.
تحليلات اقتصادية
العديد من الخبراء يرون أن قرار الفيدرالي بخفض الفائدة كان ضروريًا، لكنه قد يؤدي إلى آثار سلبية على الدولار الأمريكي على المدى القصير. كما أن هناك توافقًا عامًا على أن البنك المركزي الأوروبي يجب أن يبقى حذرًا، حيث أن أي تخفيض في الفائدة في المنطقة قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط على اليورو.
توقعات النمو
يتوقع بعض الخبراء أن منطقة اليورو قد تواجه تباطؤًا اقتصاديًا في الأشهر المقبلة، مما قد يؤثر على سعر اليورو أمام الدولار. في المقابل، يعتقد آخرون أن الاستقرار النسبي في أسعار الفائدة قد يعزز من قوة اليورو، خاصة إذا استمر التضخم في التراجع.
1. استمرار الاتجاه الصاعد: إذا استمر اليورو في الحفاظ على قوته أمام الدولار، فقد نرى الزوج يتجه نحو مستويات 1.1200 و1.1250. هذا قد يتطلب تحسنًا في البيانات الاقتصادية الأوروبية أو ضعفًا إضافيًا في البيانات الأمريكية.
2. تراجع محتمل: في حال تدهور الأوضاع الجيوسياسية أو حدوث أي توترات جديدة في الأسواق، فإن الزوج قد ينخفض نحو مستويات الدعم عند 1.1050 و1.1000.
تظل تحركات سعر EUR/USD مرتبطة بشكل وثيق بتطورات السياسة النقدية في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو. تتفاعل الأسواق مع هذه الديناميكيات، ويتوقع أن تستمر التقلبات في ظل البيانات الاقتصادية المرتقبة والتصريحات من المسؤولين الماليين. المستثمرون بحاجة لمراقبة هذه التطورات عن كثب لتحديد الاتجاهات المستقبلية، خاصة في ظل الأجواء الاقتصادية المتقلبة.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.