في ظل التدهور الملحوظ في العلاقات التجارية والاقتصادية العالمية، شهدت أسعار الذهب في دولة الإمارات ارتفاعًا كبيرًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء.
ومع تفاقم الأزمات الاقتصادية وتزايد التوترات في الأسواق المالية، أصبح الذهب خيارًا أكثر جذبًا للمستثمرين كملاذ آمن. هذا الارتفاع يعكس الطلب المتزايد على المعدن النفيس في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحديات كبيرة.
بدأت أسعار الذهب في الإمارات بارتفاعات ملحوظة مع بداية الأسبوع، حيث ارتفع سعر الذهب عيار 24 ليصل إلى 343.34 درهم للجرام، ما يعادل حوالي 93.49 دولار أمريكي. وهو يمثل زيادة عن السعر المسجل في اليوم السابق الذي بلغ 341.07 درهم للجرام. يعتبر الذهب عيار 24 من الأنواع ذات النقاء العالي، ويمثل الخيار الأول للعديد من المستثمرين، خصوصًا في فترات الاضطرابات الاقتصادية.
الارتفاع الحاصل في هذا النوع من الذهب يأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من الضغوط الناجمة عن التوترات التجارية بين أكبر الاقتصادات في العالم، وهو ما يساهم في زيادة الطلب على المعدن الأصفر كأداة لحفظ القيمة. كذلك، يلاحظ الخبراء أن استمرار التقلبات في أسواق الأسهم وارتفاع نسبة التضخم في العديد من الدول يؤديان إلى تحفيز الطلب على الذهب.
من ناحية أخرى، شهد الذهب عيار 22 أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا حيث سجل 314.73 درهم للجرام، ما يعادل 85.70 دولار أمريكي، مقارنة بـ 312.65 درهم للجرام في التعاملات السابقة. يعد الذهب عيار 22 من الأكثر تداولًا في أسواق الخليج والدول العربية، ويعود ذلك إلى استخدامه في صناعة الحلي والمجوهرات.
أما الذهب عيار 21، والذي يعتبر الأكثر طلبًا في الأسواق الإماراتية والعربية، فقد شهد ارتفاعًا طفيفًا أيضًا حيث وصل إلى 300.50 درهم للجرام، ما يعادل 81.80 دولار أمريكي، بعد أن كان في اليوم السابق 298.44 درهم للجرام. ويعتبر الذهب عيار 21 من الأكثر تداولًا في العديد من الأسواق العالمية، إذ يجمع بين النقاء والسعر المعقول مقارنة بأنواع الذهب الأخرى.
كما شهد الذهب عيار 18 ارتفاعًا طفيفًا في الإمارات، حيث سجل سعره 257.57 درهم للجرام، أي ما يعادل 70.13 دولار أمريكي، بعد أن كان قد سجل 255.80 درهم للجرام في اليوم السابق.
في العديد من الأسواق العالمية، يفضل المشترون الذهب عيار 18 نظرًا لكونه أكثر قوة وصلابة وأقل سعرًا مقارنةً بأنواع الذهب ذات العيار الأعلى. وبالتالي، فإنه يعد خيارًا مثاليًا للمستهلكين الذين يرغبون في شراء الذهب للاستثمار أو الزينة بأسعار معقولة.
على مستوى أوقية الذهب، سجل سعر الأوقية في الإمارات ارتفاعًا ليصل إلى 10681 درهماً، أي ما يعادل 2908 دولار أمريكي. هذا الارتفاع يعكس بشكل مباشر تأثيرات الاضطرابات الاقتصادية في الأسواق العالمية، والتي دفعت المستثمرين إلى شراء كميات كبيرة من الذهب.
من جهة أخرى، سجل الجنيه الذهب في الإمارات 2404 دراهم، ما يعادل 654.56 دولار أمريكي، في حين سجل كيلو الذهب 343431 درهم، ما يعادل حوالي 93.51 ألف دولار.
يعود الارتفاع الكبير في أسعار الذهب إلى عدة عوامل اقتصادية رئيسية، من أبرزها التوترات التجارية بين الدول الكبرى. حيث أن الأزمات الاقتصادية الناتجة عن الحروب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إضافة إلى التحديات المرتبطة بالخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، ساهمت في تزايد عدم الاستقرار في الأسواق العالمية.
أيضًا، يساهم ارتفاع معدلات التضخم في العديد من الدول في دفع الأسعار إلى الزيادة، مما يعزز من الإقبال على الذهب كأداة للتحوط ضد التضخم. كما أن الاضطرابات السياسية في بعض المناطق تخلق حالة من القلق، مما يجعل الذهب ملاذًا آمنًا.
في فترات الأزمات الاقتصادية وتزايد التوترات التجارية، يعتبر الذهب من أفضل الخيارات التي يمكن أن يلجأ إليها المستثمرون لحماية أموالهم. فالذهب تاريخيًا يعد من الأصول التي تحافظ على قيمتها في أوقات الانكماش الاقتصادي والركود، وهو ما يجعل العديد من الأفراد والمؤسسات المالية تتجه نحو الاستثمار فيه.
بجانب ذلك، فإن الذهب لا يتأثر بتقلبات السوق المالية بنفس القدر الذي يتأثر به أسواق الأسهم والسندات، مما يجعله خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان في أوقات عدم اليقين.
مع استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية وتزايد عدم الاستقرار السياسي، من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع خلال الأشهر المقبلة. حيث يُتوقع أن يستمر الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد التضخم والتقلبات الاقتصادية في الزيادة، مما قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار.
وفي هذا السياق، تشير بعض التحليلات إلى أن الذهب قد يواصل ارتفاعه حتى نهاية عام 2025 إذا استمر الوضع الاقتصادي العالمي في التدهور. ومع ذلك، فإن أي تحسن في الأوضاع الاقتصادية أو انخفاض في التوترات التجارية قد يؤدي إلى تصحيح في الأسعار.
الارتفاع الحالي في أسعار الذهب في الإمارات يعكس تزايد الطلب على المعدن الثمين بسبب الظروف الاقتصادية العالمية غير المستقرة. ومع استمرار التحديات في أسواق المال العالمية، يظل الذهب الخيار الأفضل للمستثمرين الباحثين عن الأمان المالي. ومع ذلك، يجب على المستثمرين مراقبة التغيرات الاقتصادية في الأشهر المقبلة لتحديد أفضل اللحظات لشراء أو بيع الذهب.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.
