الاثنين Oct 14 2024 08:01
1 دقيقة
في جلسة الأربعاء الآسيوية المبكرة، سجل خام غرب تكساس (WTI) تداولًا بالقرب من مستوى 73.35 دولار، حيث واجه بعض الضغوط من قِبل البائعين بعد الأخبار التي تحدثت عن وقف محتمل لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
بينما كان هناك تفاؤل كبير في السابق بخصوص احتمالية تصعيد النزاع في الشرق الأوسط، بدأت هذه الأخبار الجديدة تهدئة المخاوف، وهو ما أثر بشكل سلبي على حركة الأسعار، إلا أن بعض المخاوف الأخرى ما زالت موجودة وتضغط على الأسعار.
تأتي الأخبار حول إمكانية وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل بعد أيام من تصاعد التوترات في المنطقة، وهو ما أدى إلى تخفيف القلق من استمرار الصراع وانتشاره إلى دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط.
هذا التراجع في المخاوف من التصعيد أدى إلى تراجع بعض الضغوط الصعودية على أسعار النفط. إلا أن هناك مخاوف جديدة تتعلق بإمكانية استهداف البنية التحتية النفطية الإيرانية من قبل إسرائيل، مما قد يؤدي إلى اضطرابات إضافية في أسواق الطاقة.
مع انخفاض حدة المخاوف من الحرب المباشرة، بدأ المستثمرون في تخفيض رهاناتهم على ارتفاع الأسعار المرتبط بالوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط، ما أدى إلى تراجع أسعار خام غرب تكساس. هذه الأخبار أضافت ضغوطًا إضافية على الأسعار، إلا أن تطورات أخرى تلوح في الأفق قد تؤثر أيضًا على حركة السوق.
على الرغم من التهدئة التي شهدتها المنطقة، إلا أن القلق الدولي ما زال قائمًا، حيث يتوقع البعض أن تستمر التوترات الجيوسياسية في التأثير على حركة أسواق النفط، بما في ذلك القلق من هجمات محتملة على البنية التحتية الإيرانية. على الرغم من الانخفاض في مخاوف التصعيد العسكري، إلا أن القلق حول تأثيرات الحرب على صادرات النفط الإيراني قد يظل يحد من انخفاض أسعار النفط.
في سياق آخر، من المتوقع أن يجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، مع وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في واشنطن لمناقشة تطورات الوضع الأمني في منطقة الشرق الأوسط. هذه الاجتماعات قد تساهم في تحديد مستقبل استقرار المنطقة وتوجيه حركة الأسعار في أسواق الطاقة.
ارتفاع غير متوقع في مخزونات النفط الأمريكي
شهدت البيانات الأمريكية الأسبوع الماضي زيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الخام، مما ساهم في الضغط على أسعار خام غرب تكساس. وفقًا لتقرير معهد البترول الأمريكي (API)، ارتفعت مخزونات النفط الأمريكية للأسبوع المنتهي في 4 أكتوبر بمقدار 10.9 مليون برميل، بينما كان التوقع السائد في السوق يشير إلى زيادة أقل من ذلك بكثير. كان من المتوقع أن تزيد المخزونات بنحو 1.95 مليون برميل فقط، ما يجعل هذه الزيادة غير المتوقعة بمثابة مؤشر سلبي على الطلب على النفط في الولايات المتحدة.
يأتي هذا التقرير في وقت حساس بالنسبة للأسواق، حيث أن ارتفاع المخزونات يُشير إلى ضعف الطلب المحلي على النفط في أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم. في ظل هذه الظروف، يشعر المستثمرون بالقلق من استمرار الضعف في الأسعار، ما يضغط على أسواق النفط بشكل عام.
بالإضافة إلى الارتفاع المفاجئ في المخزونات الأمريكية، تزداد المخاوف بشأن ضعف الطلب الصيني على النفط. في وقت سابق من هذا الأسبوع، أثار غياب إجراءات تحفيزية جديدة من الحكومة الصينية خيبة أمل بين المتداولين. الصين، التي تُعد أكبر مستورد للنفط في العالم، لم تعلن عن أي تدابير جديدة لدعم الاقتصاد، مما أدى إلى تزايد المخاوف بشأن استمرار الركود الاقتصادي في البلاد وتأثيره على الطلب على النفط.
وقالت سفيتلانا تريتياكوفا، محللة السوق البارزة في رايستاد إنرجي، إن "القلق حول الطلب الصيني لا يزال قائمًا، خاصة في ظل غياب أي تحفيز اقتصادي جديد. في حين أن الصراع في الشرق الأوسط لم يؤدي إلى تعطيل كبير في إمدادات النفط حتى الآن، فإن التوقعات بشأن الطلب العالمي، خصوصًا من الصين، تظل متقلبة".
التأثير المحتمل للتوترات الجيوسياسية على الأسعار
تشير التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط إلى أن المخاوف من التصعيد العسكري قد بدأت في التراجع، وهو ما أثر على حركة أسعار النفط في الأسواق. في الوقت ذاته، لا يزال القلق حول تأثير النزاع على البنية التحتية النفطية الإيرانية قائمًا، ما يجعل الأسعار في حالة من التقلب المستمر. لذلك، يبقى السوق تحت ضغط مستمر من العوامل الجيوسياسية التي قد تؤثر على الإمدادات العالمية.
من ناحية أخرى، فإن ضعف الطلب العالمي على النفط، سواء من الصين أو من الأسواق الأخرى، يزيد من الضغوط على أسعار خام غرب تكساس. البيانات الأمريكية التي أظهرت زيادة في المخزونات تشكل أيضًا عاملًا ضاغطًا، مما يزيد من احتمالية استمرار تراجع الأسعار على المدى القصير.
في المجمل، يواجه خام غرب تكساس تحديات متعددة على المدى القريب، حيث يتوجب على المستثمرين مراقبة تطورات الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط واستجابة الاقتصادات الكبرى، مثل الصين، للركود المحتمل، حيث تؤثر هذه العوامل على أسعار النفط بشكل كبير.
في ظل التوترات الجيوسياسية المتغيرة في الشرق الأوسط والضعف الملحوظ في الطلب العالمي، يعاني خام غرب تكساس من ضغوط بيع متزايدة. تزايد المخاوف من تصعيد النزاع في المنطقة، إلى جانب بيانات المخزون الأمريكي والضعف الاقتصادي في الصين، جعلت السوق في حالة من التذبذب المستمر.
على الرغم من تهدئة بعض المخاوف، إلا أن عوامل مثل استهداف البنية التحتية الإيرانية وغياب التحفيز الصيني تظل تشكل تهديدًا لأسعار النفط في المدى القريب.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.