الأسبوع المقبل: هل يمكن للرواتب غير الزراعية قلب الأمور؟

تشكل الأيام الخمسة القادمة أسبوعًا مزدحمًا بالاجتماعات الهامة. فمن جهة البيانات، حان وقت الرواتب غير الزراعية. هل سنرى انعكاسًا في حظ أسواق العمل الأمريكية؟ لدينا أيضًا اجتماعات للبنوك المركزية، ممثلة في بنك إنجلترا وقمم الاحتياطي الفيدرالي. أيضًا يعني الشهر الجديد اجتماعًا جديدًا للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك.

الرواتب غير الزراعية؛ محاولة غير ناجحة أم عودة للوضع الجيد؟

تمثل بيانات الرواتب غير الزراعية لشهر أكتوبر أهم إصدارات البيانات لهذا الأسبوع.

لقد مرت بضعة أشهر صعبة على الوظائف في الولايات المتحدة. لقد كانت الرواتب غير الزراعية شديدة البعد عن السوق في الشهرين الماضيين. حيث جاءت أرقام سبتمبر بقيمة 194،000 وظيفة جديدة مقابل 500،000 وظيفة متوقعة. كان من المتوقع لأغسطس أن يضيف 366،000 وظيفة. وكانت هناك 720،000 وظيفة متوقعة لهذا الشهر.

وتشكل الوظائف معايرًا هامًا للتدريج. فما زلنا نتوقع إعلان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التدريج هذا الأربعاء في اجتماعها الشهري، لكن من الواضح أن رئيس الفيدرالي بويل يرى قطاع الأعمال بعيدًا عن الموضع الذي يتعين عليه أن يكون فيه.

الأمر الذي سيكون مثيرًا للاهتمام في المدى القريب إلى المتوسط هو تأثير ترك الأعمال القياسي. لقد استقال أكثر من 4.3 مليون أمريكي من وظائفهم في أغسطس. وهناك الكثير من الأسباب وراء ذلك (المدخرات المكبوتة، والتقاعد المبكر، وعدم الرضا العام في الوظائف، إلخ). قد ينتج عن عدد العاملين الأمريكيين الذين يستقيلون من وظائفهم خلق وظائف جديدة، إنها صدمة للرواتب غير الزراعية، لكن قد ينتج عنها مزيد من النتائج الأقل من المتوقعة كما شاهدنا مؤخرًا.

هل تؤكد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التدريج؟

يقول جيروم بويل إن التدريج «في مساره» أيًا كانت حالة سوق الوظائف.

كما ذكرنا آنفًا، فقد كانت الأسواق تتوقع بدء تخفيض برنامج التيسير الكمي الضخم في الولايات المتحدة في نوفمبر. إلا أن هذا ما زال غير مؤكدًا بنسبة 100%، لكننا قد نرى الأمر في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المنعقد هذا الأسبوع.

يشتري الفيدرالي في الوقت الراهن أوراقًا مالية بقيمة 120 مليار دولار في الشهر كجزء من معايير دعمه المالي الاستثنائي للجائحة.

ومع قطاع التوظيف الأضعف على ما يبدو والتضخم المتصاعد، ليس من المتوقع رفع المعدلات في الوقت الراهن. لكن بدء تخفيف التيسير الكمي سيتيح للفيدرالي التصدي لكلا الأمرين.

قال بويل في فعالية عقدها بنك الاحتياطي الجنوب أفريقي في الجمعة الماضية «ينبغي ألا يشك أحد في أننا سنستخدم تلك الأدوات لتوجيه التضخم مرة أخرى نحو مستوى 2% بمرور الوقت». «في الوقت ذاته، نعتقد أن بإمكاننا التحلي بالصبر والسماح للتعافي بأن يأخذ مساره ولسوق العمل بالشفاء».

لقد أكد بضعة أعضاء في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أنهم سيدعمون التدريج في اجتماع هذا الأسبوع. ومن بين تلك الأصوات الأكثر تشددًا في المجلس المحافظان الفيدراليان راندال كوارلز وكريستوفر والر.

قال والر في الأسبوع الماضي، «ينبغي لهذا الإجراء ألا يضيق الأوضاع المالية، حيث إن أغلب المشاركين قد سعّروا بالفعل مع وضع تدريج لاحق في 2021 في الاعتبار.

بنك إنجلترا: رفع أم لا رفع؟

سيواجه بنك إنجلترا مأزقًا عند انعقاده يوم الخميس. فما زالت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي منقسمة بين متشددين ومسالمين، لكن يبدو أن المتشددين سيربحون المعركة.

لكن هل يقترب رفع المعدل؟ وهل الوقت الراهن هو الوقت المناسب لأن يبدأ بنك إنجلترا العبث في المعدلات؟ ما زال التضخم مرتفعًا، بالرغم من الهبوط الطفيف في الشهر الماضي، والنمو في ركود.

يبدو المحافظ بايلي متشددًا بالتأكيد. قال رئيس بنك إنجلترا في وقت سابق من الشهر إن البنك سيتعين عليه التصرف لاحتواء التضخم. وإن رفع المعدلات أداة من الأدوات المتاحة تحت تصرفه.

ومع هذا، فإن الآخرين ليسوا واثقين بعد إلى هذه الدرجة في صلاحية رفع المعدلات من انخفاضاتها التاريخية. لقد أشارت سيلفانا تنريرو، صانعة سياسة في بنك إنجلترا، إلى أن المعدلات لن تُرفع إلا بعد الكريسماس. تراهن سيلفانا، شأنها شأن الكثير من الأصوات الأكثر مسالمة في مجلس البنك، على أن التضخم المرتفع ليس إلا أمرًا انتقاليًا.

يبدو أن هو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، يعرف أكثر بشأن المتشددين.

قال بيل في أول تعليقاته العامة منذ أن شغل منصبه: «من وجهة نظري، فإن توازن المخاطر يتحول في الوقت الراهن نحو مخاوف كبيرة بشأن تطلعات التضخم، حيث إن قوة التضخم الحالية تبدو مصممة على إثبات أنه سيبقى لمدة أطول مما كان متوقعًا في البداية».

صوتت لجنة السياسة المالية في جلسة أكتوبر بالإجماع على إبقاء المعدلات مستقرة. ستكون مشاهدة استمرار اتحاد المجموعة أو بدء سيطرة المتشددين أمرًا مثيرًا للاهتمام.

اجتماع أوبك بلس – التزام بالمسار؟

إنه شهر جديد، وهذا يعني مجموعة جديدة من اجتماعات لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك.

لا تتطلع أوبك بلس إلى مخالفة النظام هنا. لقد تمسكت برأيها بوضوح شديد خلال الأشهر القليلة الماضية وحافظت على زيادة الإنتاج بثبات بمقدار 400،000 برميل في اليوم كل شهر.

لقد واجه التكتل دعوات من مستهلكين كبار للنفط الخام، وبشكل خاص الولايات المتحدة، لفتح الصنابير بصورة أكبر. يحدث هذا بالرغم من حقيقة أن الولايات المتحدة تجلس على ملايين البراميل من النفط الصخري، وأن بإمكانها أن تنظر إلى مواردها الخاصة، إلا أن هذه مسألة منفصلة.

أوبك بلس ورئيستها المملكة العربية السعودية قانعتان الآن للغاية بالطريقة التي تتحرك بها أسواق النفط. فأسعار النفط الخام أعلى بنسبة 50% تقريبًا عام مقابل عام في 2021. ووفق المملكة العربية السعودية فإن هناك زيادة مرجحة في 2022.

لذا، لما سترغب أوبك وحلفاؤها في تغيير الأمور؟ سعر برميل الخام في ارتفاع. تعتمد تلك البلدان على أسعار النفط المرتفعة من أجل ازدهارها. حيث تأتي على سبيل المثال 40% من إيرادات الحكومة الروسية من الهيدروكربونات.

وعلى هذا الحال، لا تتوقع أي مفاجآت في اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك المنعقد هذا الخميس.

موسم أرباح وول ستريت يواصل تقديم تقارير الربع الثالث

تذكر أننا ما زلنا في قلب موسم الأرباح. وول ستريت ينبض بالحياة مع تقديم كبرى الشركات تقاريرها المالية للربع الثالث.

تشمل كبرى الأسماء التي تقدم تقاريرها هذا الأسبوع ActivisionBlizzard وUber وPfizer وAirbnb. لمشاهدة أي الشركات تصدر تقاريرها ومتى تفعل، لا تنس تفقد تقويمنا لموسم الأرباح الأمريكي.

أهم البيانات الاقتصادية لهذا الأسبوع

أهم تقارير الأرباح لهذا الأسبوع