الجمعة Feb 3 2023 14:25
1 دقيقة
انخفاض الأسهم على إثر ضعف تقارير الأرباح، وأسعار الفائدة مصدر قلق
انخفضت الأسهم في بداية التداولات الأوروبية، بعد ما وخزت تقارير أرباح الشركات الضعيفة من الولايات المتحدة الامريكية بمخالبها حالة التفاؤل التي سادت في السوق يوم أمس بأن أسعار الفائدة أصبحت قريبة من الذروة. لم ينجرف مؤشر FTSE100 في نوبة الخوف التي ظهرت في السوق، وإنما كانت حركته مستقرة، بينما تراجعت اسهم بورصة فرانكفورت وباريس بنسبة تتراوح بين 0.6% - 0.8% في بداية التداولات بعد الارتفاع الكبير الذي حققه قطاع التكنولوجيا الأمريكي في اليوم السابق. وكان هذا الارتفاع المفاجئ في أسهم التكنولوحيا بقيادة ما ساد في السوق من آمال بأن الفيدرالي كان قريبًا من الذروة، وبقيادة الارتفاع الكبير في أسهم ميتا. أما كل الأسهم ذات القيمة الصغيرة مثل ARKK فكان أداءها جيدًا خلال يوم التداول. وبشكل عام كان السحب والدفع معتمدًا على تقارير الأرباح ورهانات وصول أسعار الفائدة إلى ذروتها.
تعثر أرباح ثلاثي عمالقة التكنولوجيا
تراجعت الإيرادات الربع السنوية في شركة أبل للمرة الأولى خلال أربع أعوام تقريبًا، نتيجة قوة الدولار الأمريكي وقضايا الإنتاج في الصين، والأوضاع العامة للافتصاد الكلي. انخفضت مبيعات الشركة بنسبة 8% في الربع السنوي الذي تضمن موسم الاجازات، مع انخفاض الأرباح للسهم الواحد بما يزيد عن 10%. وقد انخفضت مبيعات الآيفون بنسبة 8%، بينما كانت الانخفاضات الأكبر في مبيعات ماك والآي باد حيث تراجعت مبيعات كلا منهما بنسبة 30% تقريبًا. أما المنتجات والخدمات الأخرى فكانت ذات أداء قوي (+8%، و+6% على التوالي) مما يدل على مرونة قاعدة المستخدمين المثبتة، وطول عمر منظومتها. وضم تقرير الأرباح نقاط مضيئة، حيث كشفت أبل عن امتلاكها لـ 2مليار جهازًا نشطًا – بالمقارنة مع 1.8 مليار جهاز منذ عام، وقالت الشركة أنه تم حل قضايا الإنتاج الآن. انخفضت الأسهم بما يزيد عن 3% فيما بعد ساعات التداول. لقد كان هذا تقريرًا ضعيفًا للغاية من أبل، ومن الصعب أن نرى الشركة وهي تلوم كل العوامل الخارجية مثل الدولار واغلاق الصين على تراجع معدلات الإنتاج. من الواضح أن هناك مشاكل في الطلب هنا بسبب تراجع معدل نفقات المستهلكين.
انخفضت اسهم "الفابت" أيضًا بما يزيد عن 4% بعد ان سجلت الشركة انكماشًا للربع السنوي الثاني في مبيعات الإعلانات، حيث قلل المعلنين من نفقاتهم، واستمر التنافس في الازدياد. ارتفع هذا السهم بنسبة 7% تقريبًا في أوضاع كبيعية من التداول، حيث ارتفع مؤشر ناسدام بما يزيد عن 3% بقيادة سهم ميتا، والذي ارتفع بنسبة 23% بعد تقرير الأرباح الذي فاق التوقعات في السوم السابق. وظل معدل نمو "الكلاود" قويًا في شركة "الفابيت" حيث ارتفع بنسبة 32% ليصل 7.32 مليار دولار أمريكي، على الرغم من أن هذا كان أقل من التوقعات. وارتفعت نفقات التشغيل بنسبة 10% لتصل إلى 22.50 مليار دولار أمريكي.
انخفضت أسهم أمازون أيضًا في ساعات ما بعد التداول، حيث تباطأت أعمال أمازون السحابية (المرتبطة بالكلاود). وتراجع معدل نمو خدمات الويب في أمازون إلى 20%- لا تزال جيدة وفقًا لأغلب المعايير- إلا أن هذا المعدل يعتبر أقل مما كان عليه في العام الأسبق بنسبة 40%. وارتفع إجمالي صافي المبيعات بنسبة 9% في الربع الأخير من 2022 ليصل إلى 142.2 مليار دولار أمريكي. ومشكلة أمازون في هذه النتائج هي أن خدمات أمازون السحابية كانت هي المحرك الأساسي للأرباح. وانخفضت الأرباح التشغيلية إلى 1.8% من 2.5% التي كان عليها في العام الأسبق، بينما تراجع الدخل التشغيلي إلى 0.27 مليار دولار أمريكي من 3.5 مليار دولار أمريكي في نفس الربع السنوي من العام الأسبق.
نوبة فومو تسود السوق
هناك رائحة قوية بوجود حالة من الفومو (حالة الخوف من تفويت الفرص) في السوق- لم يعتقد العديد منا أن السعر قد ارتفع- أو على الأقل يعتبر هذا ارتفاع في سوق هابط على استعداد للتحول للانخفاض بحدة. وبالتالي عندما يبدأ في التراجع بشكل مقصود، سيبدأ الناس في الانضمام للارتفاع تدريجيًا- لا ترغب في تفويت ذلك الآن إذا كان القاع السعري كان بالفعل في العام الماضي. اعتقد ان السوق لا يزال بعيدًا عن بدأ الارتفاع البطيء... فكما نرى هناك تخاذل واضح من البنك الفيدرالي، فيبدو وأنه يقول لنا .. أنا لا أبالي بالفقاعة.. كل شيء سيكون كل شيء على ما يرام، الأوضاع المالية في طريقها لتكون مخففة. ويؤكد ما حققه مؤشر ناسداك يوم أمس من ارتفاع كبير في هذه الأجواء -بعد النتائج المخيبة للآمال من تقارير أرباح عمالقة التكنولوجيا- على أنه لا يزال هناك قدر كبيرة من الشكوك والتضارب بشأن وضع السوق في الوقت الحالي. وهذا هو السبب في كونه سوقًا.
ستيفل: "لم تتغير توقعاتنا بشان ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بور 500 إلى 4.300 بحلول ربيع 2023.. نتوقع انخفاض حاد في التضخم، وإيقاف البنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع الفائدة في الربع الثاني من 2023، وركود لا يمكن تمييزه في النصف الأول من 2023 (او ركود في أرباح السهم الواحد)، وتحسن في سيولة الدولار على المستوى العالمي.. ومن المرجح ارتفاع المخاطر في النصف الثاني من عام 2023؛ وقد يتجمع الركود بشكل إجمالي في منتصف عام 2023... وعلى الرغم من أننا نرى انخفاض في التضخم خلال الربع الثالث من عام 2023، قد يرتفع التضخم مرة أخرى (بسبب النفط والصين) مؤخرًا خلال هذا العام، مما قد يثير مخاوف البنك الفيدرالي".
انخفض مؤشر داو جونز الصناعي يوم امس بنسبة 0.1%، وارتفاع مؤشر ناسداك بنسبة 3.25%.. بالتناوب الدولي من القيمة إلى النمو مع بقاء النظرة المستقبلية للبنك الفيدرالي بدون تغيير، ويبدو هذا غريبًا نوعًا ما إذا ما فكرنا في أن الفيدرالي يتوقف بشكل مؤقت عن رفع الفائدة والركود يبدأ في الظهور، ويبدأ الفيدرالي في قطع الفائدة، ثم يرغب الناس في الدفع مقابل النمو الاقتصادية مرة أخرى، ولكنهم لا ينتبهون إلى أن هذا "ركود تضخمي".
في الوقت ذاته، لا يقتنع المستثمرون بأن هناك تحول صاعد كما يقول "بنك أوف أمريكا"، مع وجود ما يقارب من 5 تريليون دولار أمريكي من النقد في السوق جاهزة للانتشار.
باختصار، يبدو أن السوق مضطرب من فكرة اقتراب أسعار الفائدة من ذروتها، ولكن أكدت تقارير أرباح الشركات التي صدرت يوم امس على وجود عقبات امام الأسهم هذا العام. وتعتقد الأسواق المالية ان البنوك المركزية سوف تكون أسهل مما هو معتقد.
البنك البريطاني يرفع أسعار الفائدة.
رفع البنك البريطاني أسعار الفائدة، وتعتقد الأسواق الآن وجود فرصة أعلى بأن تكون ذروة أسعار الفائدة عند 4.25% بدلاً من 4.50%... وتراهن الأسواق على أن الفائدة قريبة من الذروة، وتراجع الإسترليني بحدة.
رفع البنك البريطاني أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، بما يتوافق مع توقعات السوق، وأشار إلى أنه قد يضيق السياسة النقدية أكثر في حالة استمرار الضغوط التضخمية، وأضاف أن المخاطر تميل الى الاتجاه الصاعد. ولكنه قلل من توقعاته بشأن معدل نمو الأجور على المدى المتوسط، مما يدل على أن قد يكون قريبًا من ذروته. وكما هو الحالي مع البنك الاحتياطي الفيدرالي، أصبح الامر يعتمد على البيانات الاقتصادية.
صوّت أعضاء لجنة السياسة النقدية التابعة للبنك البريطاني لصالح رفع أسعار الفائدة من 3.5% إلى 4%، وهو أعلى معدل لسعر الفائدة خلال 14 عامًا. وفي ظل ا تفاع التضخم والذي يسجل أعلى مستوياته خلال 40 عامًا، وعدم تراجعه بالسرعة التي يرغب فيها الجميع، حيث لم يكن لدى البنك البريطاني الكثير من الخيارات .وانقسمت لجنة السياسة النقدية إلى 7-2 في تصويتها لهذا القرار.
فيما يتعلق بالتضخم، قال البنك البريطاني أن المخاطر تميل الى الاتجاه الصاعد بدرجة كبيرة، إلا أنه يعتقد أن التضخم قد وصل إلى ذروته، وتوقع أن نرى التضخم عند 3% خلال عام واحد.
لا يتوقع البنك ارتفاع الأجور، ومن المحتمل أن يحد هذا من الاتجاه الصاعد للإسترليني على المدى القريب. وفي الحقيقة، نرى أن البنك قلل من تقييمه لمعدل نمو الأجور إلى 2.25% في الربع الرابع من 2024، من معدل 2.75% التي كان يتوقعها في نوفمبر، وقللها إلى 1.5% في الربع الرابع من 2025 من 2% التي توقعها منذ ثلاثة أشهر.
فيما يتعلق بمعدل النمو، يتوقع البنك رؤية ركود أقل ولفترة أقصر، بالمقارنة مع ما كان يتوقعه في نوفمبر- وقد رفع بقدر جيد من توقعاته كما كان متوقعًا، بفضل انخفاض تكاليف الطاقة وانخفاض أسعار السوق.
الباوند/ دولار أمريكي- يختبر هذا الزوج مستوى الدعم الأساسي عند المتوسط المتحرك لخمسين يوم. وكما ذكرنا قبل ذلك، لن ترتبط حركة سعر الإسترليني بقرار سعر الفائدة الأساسي والقرارات المباشرة بالرفع، وإنما ستكون أكثر اعتمادًا على إذا ما سيبدأ البنك البريطاني في تغيير النظرة المستقبلية الخاصة بالتضخم على المدى المتوسط، اعتمادًا على ارتفاع الأجور واستمرار ضغوط الأسعار التضخمية أكثر.
البنوك المركزية محور اهتمام السوق الحالي
رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وقال أنه يتوقع رفع سعر الفائدة أكثر، وإن كانت لهجته اقل ميلاً إلى دعم تضييق السياسة النقدية مما كانت عليه في ديسمبر. وكان البنك الأوروبي قد التزم مسبقًا برفع سعر الفائدة في مارس ولكنه اعطى السوق إشارة على أن هذا الرفع قد يكون الأخير. "يعتزم أعضاء مجلس إدارة البنك رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس أخرى في اجتماعه القادم في مارس الخاص بالسياسة النقدية، ثم سيقوم بتقييم المسار التالي لسياسته النقدية". وقد تراجع اليورو إلى ما دون مستوى 1.09 دولار أمريكي. إلا أنه على الرغم من أن هذا يشير إلى أن البنك قد يتوقف عن رفع الفائدة بعدها، إلا أن البنك الأوروبي قد يظل هو الأكثر ميلا الى تضييق السياسة النقدية بالمقارنة مع الفيدرالي والبريطاني في الوقت الحالي.
ما يمكننا استنباطه بشكل أساسي من رفع أسعار الفائدة من البنك البريطاني والبنك الفيدرالي وتعليقاتهما أن البنكين أصبحا معتمدين على البيانات الاقتصادية الآن. وأشعر أن هذا يعني أن البنوك المركزية سوف ترفع سعر الفائدة أكثر مما تعتقده هي نفسها وأكثر مما تعتقده الأسواق/ حيث سيستمر التضخم لفترة أطول- قبل المشاكل الهيكلية المذكورة في سوق العمل، وتخفيف الأوضاع المالية. وعلى الرغم من أن البنك الفيدرالي لم يحقق جولة نصر سابقة لأوانها، إلا أننا نرى "باول" وهو يحوم حول ذلك – أشعر أن هذا قريب جدًا.
مؤشر الدولار الأمريكي – نموذج بيرسينج قوي- مؤشر انعكاسي قصير الأجل، ويدعم التباعد على الماكد