مأزق الكونجرس الأمريكي: شبح الإغلاق الحكومي يلوح في الأفق
مع اقتراب الموعد النهائي لتمويل الحكومة، يعود أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى واشنطن العاصمة وسط أجواء مشحونة بالخلافات الحزبية العميقة، مما ينذر باحتمال إغلاق حكومي وشيك. يتبادل الديمقراطيون والجمهوريون الاتهامات بشأن المسؤولية عن هذا المأزق، مما يزيد من حالة عدم اليقين بشأن مستقبل تمويل الحكومة الفيدرالية.
تبادل الاتهامات بين الحزبين
صرح رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وهو جمهوري من ولاية لويزيانا، بأن الجمهوريين ملتزمون بالحفاظ على سير عمل الحكومة، لكن يبدو أن الديمقراطيين يعارضون ذلك ويسعون إلى إحداث إغلاق حكومي. وأضاف جونسون أن أي إغلاق حكومي سيحدث سيكون بسبب رفض الديمقراطيين حلولًا منطقية لتمويل الحكومة.
في المقابل، يحاول الديمقراطيون تحميل الجمهوريين مسؤولية الوضع الحالي، حيث صرح زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بأن الطريقة الوحيدة لتجنب الإغلاق الحكومي هي من خلال التعاون بين الحزبين وتقديم مشروع قانون يحظى بدعم الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. واتهم شومر الجمهوريين بمحاولة التحرك بشكل أحادي، مما يدفع البلاد نحو حافة الإغلاق.
الخيارات المتاحة لتجنب الإغلاق
أمام الكونجرس خياران رئيسيان لتجنب الإغلاق الحكومي: إقرار قرار مؤقت بالتمويل (CR) أو الموافقة على 12 مشروع قانون إنفاق سنوي قبل نهاية الشهر. ومع ذلك، يبدو الخيار الثاني غير مرجح نظرًا لضيق الوقت والخلافات العميقة بين الحزبين.
يدعم البيت الأبيض ما يسمى بـ "قرار التمويل المؤقت النظيف" (clean CR)، والذي سيستمر في تمويل الحكومة بالمستويات الحالية، مما يمنح الكونجرس وقتًا إضافيًا للتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية العام. ومع ذلك، حتى هذا الخيار قد يواجه صعوبات في ظل الانقسامات الحزبية الحادة.
عوامل إضافية تعقد الوضع
هناك عدة عوامل أخرى تزيد من تعقيد الوضع، بما في ذلك إصرار الديمقراطيين على إلغاء التخفيضات الكبيرة في برنامج Medicaid التي تم إقرارها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. بالإضافة إلى ذلك، أعلن ترامب عن خطة لسحب ما يقرب من 5 مليارات دولار من مساعدات خارجية وافق عليها الكونجرس بالفعل، مما أثار انتقادات واسعة النطاق وأدى إلى تفاقم التوترات الحزبية.
تأثير الإغلاق الحكومي المحتمل
يمكن أن يكون للإغلاق الحكومي آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد والمواطنين، بما في ذلك تعليق الخدمات الحكومية غير الضرورية، وتسريح الموظفين الفيدراليين، وتأخير المدفوعات، وتقليل الثقة في الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الإغلاق على الأسواق المالية ويؤدي إلى تقلبات في أسعار الأصول.
في الختام، يواجه الكونجرس الأمريكي تحديًا كبيرًا لتجنب الإغلاق الحكومي في ظل الخلافات الحزبية العميقة والعوامل الإضافية التي تعقد الوضع. يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكان أعضاء الكونجرس التوصل إلى حل توافقي في الوقت المناسب لتجنب هذه النتيجة غير المرغوب فيها.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.
