أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن خطط لتوقيع أمر تنفيذي يطالب الناخبين بتقديم وثائق إثبات الهوية قبل التصويت، مما يمثل تصعيداً لجهوده الرامية إلى إصلاح قوانين الانتخابات قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2026. وأكد ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" على أن "بطاقات هوية الناخبين يجب أن تكون جزءاً إلزامياً من كل صوت، دون استثناء!" كما طالب بأن تعتمد الولايات على الاقتراع الورقي، مع إعفاءات محدودة للحالات المرضية الخطيرة وأفراد الخدمة العسكرية.
منذ خسارته في انتخابات الرئاسة عام 2020، استمر ترامب في التشكيك في نزاهة الانتخابات، ونسب الهزيمة إلى الاقتراع عبر البريد والاحتيال الانتخابي، على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة تدعم هذه الادعاءات. وفي 18 أغسطس، أعلن أنه سيقود حملة لإلغاء الاقتراع عبر البريد، وطالب الولايات "بالامتثال لتوجيهات الحكومة الفيدرالية والرئيس"، وتعهد بإصدار أمر تنفيذي "لاستعادة نزاهة انتخابات التجديد النصفي المقبلة".
نظراً لأن الدستور الأمريكي يمنح الولايات السلطة الأساسية في إدارة الانتخابات، فمن المرجح أن يواجه هذا المخطط تحديات قانونية. وفي يونيو، رفض قاضٍ فيدرالي أمراً تنفيذياً آخر وقعه ترامب في مارس، والذي يطالب بتقديم إثبات للمواطنة عند تسجيل الناخبين باستخدام النماذج الفيدرالية، وهدد بقطع التمويل الفيدرالي للانتخابات عن الولايات التي لا تلتزم بذلك. ورأى القاضي أن الأمر "يتجاوز سلطة الرئيس".
يضغط ترامب حالياً على "قسم كفاءة الحكومة" (DOGE)، الذي أسسه إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، للتحقق من "الأخطاء" في بيانات تسجيل الناخبين. وفي الوقت نفسه، يسعى إلى إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في الولايات الرئيسية مثل تكساس لتعزيز الأغلبية الضئيلة التي يتمتع بها الجمهوريون في مجلس النواب (219 مقعداً مقابل 212). قد تكون هذه المراجعات ضرورية لضمان تمثيل عادل وتجنب التلاعب السياسي.
وفقاً لبيانات المؤتمر الوطني للهيئات التشريعية للولايات، سنت 36 ولاية أمريكية قوانين تتطلب أو توصي بأن يقدم الناخبون إثباتاً للهوية في مراكز الاقتراع. كما تم تقديم مشروع قانون في الكونغرس يهدف إلى إدراج شرط إثبات هوية الناخب في القانون الفيدرالي. ومع ذلك، يشير المنتقدون إلى أن هذه القوانين قد تؤدي إلى حرمان المواطنين الأمريكيين من حق التصويت بسبب عدم تحديث وثائقهم بعد تغيير الاسم أو عدم امتلاكهم وثائق هوية صالحة، خاصة بالنسبة للأقليات وذوي الدخل المنخفض والناخبين المعاقين.
الأساس المنطقي الذي يستند إليه الجمهوريون في الدفع بنظام بطاقات هوية الناخبين هو "منع تصويت غير المواطنين"، لكن دراسات متعددة تشير إلى أن هذا النوع من التزوير نادر للغاية. على سبيل المثال، أشار تقرير صادر عن مركز برينان للعدالة عام 2023 إلى أن معدل تصويت غير المواطنين يقل عن 0.0003٪. ويرى المعارضون أن هذه السياسة تهدف في جوهرها إلى إضعاف قاعدة الناخبين الديمقراطيين من خلال إضافة عقبات أمام التصويت.
تتضمن أجندة ترامب لإصلاح الانتخابات أيضاً الدفع بإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية بقيادة الجمهوريين. على سبيل المثال، وقّع حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت مؤخراً على قانون يعيد ترسيم حدود الدوائر الانتخابية في الكونغرس، ومن المتوقع أن يكسب الجمهوريون بموجبه 5 مقاعد إضافية في مجلس النواب. تُعرف هذه العملية باسم "جيري ميندرينغ"، وهي تهدف إلى تعزيز هيمنة حزب سياسي من خلال تقسيم الدوائر الانتخابية بشكل غير عادل، مما يزيد من الانقسام في النظام الانتخابي الأمريكي. هذا التلاعب بالحدود يثير تساؤلات حول عدالة التمثيل.
حذر صندوق النقد الدولي من أن عدم اليقين بشأن قواعد الانتخابات الأمريكية قد يثير مخاوف في الأسواق العالمية بشأن الاستقرار الديمقراطي للبلاد. تشير بيانات البنك الدولي إلى أن النمو الاقتصادي العالمي من المتوقع أن يتباطأ إلى 2.4٪ في عام 2025، مع تفاقم مخاطر اضطرابات سلسلة التوريد وتقلبات أسعار الطاقة، وقد تؤدي النزاعات حول النظام الانتخابي الأمريكي إلى زيادة إضعاف ثقة المستثمرين.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.