الأربعاء Nov 13 2024 08:51
1 دقيقة
شهد الدولار الأمريكي استقرارًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مع حفاظه على مكاسبه بالقرب من أعلى مستوى له في ستة أشهر ونصف.
هذا الاستقرار جاء في وقت تتجه فيه الأنظار نحو البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة، وفي مقدمتها بيانات التضخم، التي من المتوقع أن تلعب دورًا كبيرًا في توجيه السياسات النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الفترة المقبلة.
بينما تراجعت عملة البيتكوين بشكل طفيف بعد وصولها إلى مستويات قياسية مرتفعة في الأيام القليلة الماضية، بسبب حالة من الترقب في الأسواق بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
في أعقاب فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا. حيث وصل مؤشر الدولار إلى مستوى 106.17، وهو أعلى مستوى له منذ بداية مايو/أيار، وسط تفاؤل الأسواق بالسياسات الاقتصادية التي قد يتبناها ترامب، مثل خفض الضرائب وزيادة التعريفات الجمركية. هذه السياسات التي يراها الكثير من المحللين تضخمية قد تدفع بمعدلات التضخم إلى الأعلى، مما يعزز من قوة الدولار الأمريكي في مواجهة العملات الرئيسية الأخرى.
يتوقع المستثمرون أن يؤدي فوز ترامب إلى تغييرات جوهرية في الاقتصاد الأمريكي، حيث يُنتظر أن يتم تنفيذ سياسات خفض الضرائب وتعزيز التجارة الداخلية. هذه السياسات تُنظر إليها على أنها قد تكون تضخمية، مما يزيد من احتمالات تقليص بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في المستقبل.
وفي الوقت نفسه، يرى الكثير من المحللين أن التشريعات الاقتصادية قد تُدفع إلى الوراء لصالح قضايا أخرى مثل السياسة الخارجية والتجارة الدولية، خصوصًا في ظل المخاوف من التداعيات المحتملة للسياسات الحمائية التي قد يتبناها ترامب ضد الصين وأوروبا.
أدى التفاؤل بشأن سياسات ترامب إلى ارتفاع العوائد على السندات الأمريكية، وهو ما يعكس تفاؤل السوق بشأن تحفيز النمو الاقتصادي. الأسواق تتوقع أن يؤدي ارتفاع العوائد إلى تقليص وتيرة تخفيضات الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يرفع تكلفة الاقتراض ويؤثر على النمو بشكل عام. في هذا السياق، شهدت أسواق السندات الأمريكية زيادة في العوائد، خصوصًا على سندات الخزانة، مما يعكس تراجع التوقعات حول المزيد من التيسير النقدي.
ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية أمر بالغ الأهمية في هذه الفترة. من المنتظر أن تصدر الولايات المتحدة بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الأيام المقبلة، حيث يترقب المستثمرون أي إشارات قد تعكس اتجاه التضخم في الاقتصاد الأمريكي.
تأتي هذه البيانات في وقت حساس، حيث يرى البعض أن ارتفاع التضخم قد يعزز من قوة الدولار الأمريكي ويزيد من الضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة بدلاً من تخفيضها. كذلك، سيعقب ذلك يوم الجمعة إصدار بيانات مبيعات التجزئة، التي ستضيف مزيدًا من الإضاءة على صحة الاقتصاد الأمريكي.
في الوقت الذي يسجل فيه الدولار الأمريكي مكاسب، شهدت عملة البيتكوين تراجعًا طفيفًا بعد أن حققت ارتفاعًا تاريخيًا بنسبة 31% بعد فوز ترامب. وصلت العملة المشفرة إلى مستوى قياسي بلغ 89,968 دولارًا يوم الثلاثاء، قبل أن تتراجع إلى نحو 87,450 دولارًا صباح اليوم الأربعاء.
هذا التراجع قد يكون نتيجة لتوقف المتداولين عن الشراء بعد هذه الزيادة الكبيرة، مع تقييمهم لتأثير السياسات المستقبلية على السوق. في الوقت نفسه، يستمر التفاؤل بشأن عملات مشفرة أخرى، مثل دوجكوين، التي شهدت أيضًا زيادة ملحوظة في قيمتها بفضل دعم الملياردير إيلون ماسك.
على الرغم من استقرار الدولار الأمريكي بشكل عام، إلا أن هناك عملات رئيسية تأثرت بقوة الدولار. فقد ارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.12% مقابل الين الياباني، ليصل إلى 154.80، وهو مستوى لم تشهده العملة الأمريكية منذ يوليو/تموز الماضي. تأتي هذه الزيادة في وقت تشهد فيه اليابان تسارعًا في التضخم،
وهو ما يعقد قرارات بنك اليابان بشأن رفع أسعار الفائدة. أما بالنسبة لليورو، فقد استمر في التراجع، حيث سجل أدنى مستوى له في عام عند 1.0595 دولار يوم الثلاثاء، ليظل يعاني من حالة من عدم اليقين السياسي في منطقة اليورو مع اقتراب الانتخابات في ألمانيا.
في سياق متصل، استقر الجنيه الاسترليني تقريبًا عند 1.27475 دولار، تحت ضغوط كبيرة من قوة الدولار الأمريكي. أما اليوان الصيني، فقد شهد ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.14% ليصل إلى 7.2354 يوان مقابل الدولار، مما يعكس استقرارًا نسبيًا في قيمته. وفي الوقت نفسه، تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.05% ليصل إلى 0.6529 دولار، مما يشير إلى التقلبات المستمرة في العملات الآسيوية.
تشهد الأسواق حالة من الاستقرار النسبي في ظل التوقعات الإيجابية بشأن الاقتصاد الأمريكي في ظل الإدارة الجديدة لترامب. في الوقت الذي يواصل فيه الدولار الأمريكي ارتفاعه بفضل السياسات الاقتصادية المتوقعة، تراجعت عملة البيتكوين بعد وصولها إلى مستويات قياسية، مما يعكس حالة من الترقب في الأسواق الرقمية.
وبالتزامن مع ذلك، تترقب الأسواق إصدار بيانات التضخم الأمريكية، التي ستكون لها تأثيرات كبيرة على السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما سيحدد في النهاية مسار تحركات الأسواق المالية في الأيام القادمة.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.