الثلاثاء Oct 15 2024 04:00
1 دقيقة
أسعار النفط الخام تواصل الانخفاض
تستمر أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI) في التراجع للجلوس بالقرب من مستوى 71 دولارًا للبرميل، حيث تراجع بشكل ملحوظ خلال الجلسات الثلاثة الأخيرة.
في ساعات التداول الصباحية يوم الثلاثاء، تم تداول خام غرب تكساس الوسيط عند حوالي 71.10 دولارًا للبرميل.
ويرتبط هذا الانخفاض في الأسعار بتخفيف المخاوف المتعلقة باضطرابات محتملة في إمدادات النفط، وذلك بعد نشر تقارير إعلامية تفيد بأن إسرائيل قد تكون مستعدة للامتناع عن استهداف المنشآت النفطية الإيرانية في حال تصاعد التوترات.
في وقت سابق، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا يوم الإثنين يكشف عن اتصال بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والحكومة الأمريكية. حيث أفاد نتنياهو بأن إسرائيل قررت أن تركّز عملياتها العسكرية في إيران على استهداف المنشآت العسكرية فقط، متجنبًا الهجمات على المنشآت النووية أو النفطية.
هذا الإعلان كان له تأثير واضح على أسعار النفط، التي كانت قد شهدت في الأسابيع الماضية زيادة ملحوظة، بسبب المخاوف من أن يؤدي التصعيد في العلاقات بين إسرائيل وإيران إلى تعطيل إمدادات النفط من المنطقة.
في الأسابيع الماضية، شهدت أسواق النفط دعمًا جزئيًا نتيجة المخاوف من أن تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا في النزاع بين إيران وإسرائيل، وهو ما كان من شأنه أن يؤدي إلى تعطيل الإمدادات النفطية. هذا التصعيد دفع المستثمرين إلى القلق بشأن تأثر سلاسل الإمداد العالمية، ما ساعد في رفع الأسعار بشكل مؤقت.
لكن مع إعلان إسرائيل عدم استهداف المنشآت النفطية، بدأت هذه المخاوف تتلاشى، مما ساعد على تراجع الأسعار في الأيام الأخيرة.
أوبك تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي
في تقريرها الشهري الأخير، قامت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال عامي 2024 و2025. هذا التقرير الذي صدر يوم الإثنين الماضي، أشار إلى أن هناك تراجعًا في التوقعات التي كانت قد أُصدرت سابقًا، حيث أظهرت المنظمة أن النمو في استهلاك النفط قد لا يكون بالمستوى المتوقع في ظل بعض التحديات الاقتصادية العالمية.
أحد أبرز النقاط التي وردت في التقرير كانت خفض توقعات نمو الطلب في الصين، التي تُعد أكبر مستورد للنفط في العالم. فقد تم تخفيض تقدير نمو الطلب الصيني على النفط الخام إلى 580,000 برميل يوميًا في عام 2024، وهو ما يمثل انخفاضًا كبيرًا مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 650,000 برميل يوميًا.
وفي وقت سابق من هذا العام، توقعت أوبك أن يرتفع الطلب بمقدار 760,000 برميل يوميًا.
هذا التراجع في التوقعات يرجع إلى عوامل متعددة، أبرزها تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة الاعتماد على السيارات الكهربائية.
تُعزى التوقعات السلبية في التقرير إلى عدة عوامل اقتصادية تؤثر على الطلب في الصين، مثل تباطؤ النمو الاقتصادي هناك، والذي تفاقم بسبب الضغوط التضخمية والانكماشية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التحول السريع نحو السيارات الكهربائية وما يرتبط به من انخفاض في استهلاك الوقود الأحفوري قد يؤثر على نمو الطلب في المستقبل القريب.
رغم الجهود الصينية لتعزيز الاقتصاد من خلال الحوافز الاقتصادية، إلا أن الأسواق لا تزال مترددة بشأن فعالية هذه الخطط في تحفيز الطلب على النفط.
التحديات داخل تحالف أوبك+
في ظل هذه الظروف، باتت السعودية تبحث في إمكانية زيادة إنتاجها في المستقبل القريب، في وقت يشهد فيه تحالف أوبك+ بعض التحديات في الحفاظ على التماسك بين أعضائه. على الرغم من أن بعض الدول داخل أوبك+ قد قررت اتخاذ خطوات لتخفيض إنتاجها طواعية بهدف دعم الأسعار، إلا أن بعض الأعضاء لم يلتزموا بهذه الحصص بشكل كامل، ما دفع الأسعار إلى التراجع.
على الرغم من اتفاقات تخفيض الإنتاج التي كانت تهدف إلى تعزيز الأسعار، إلا أن بعض الدول الأعضاء في أوبك+ لم تلتزم بتلك التخفيضات، ما أدى إلى تجاوز الإنتاج المقرّر بما يصل إلى 800,000 برميل يوميًا.
وتسبب هذا التفاوت في الالتزام في ضغوط إضافية على أسعار النفط، مما دفع وزير النفط السعودي إلى التحذير من أن الأسعار قد تتراجع إلى مستويات متدنية تصل إلى 50 دولارًا للبرميل في حال استمرار عدم التزام الأعضاء بالاتفاقات السابقة.
القلق الذي يساور أسواق النفط بشأن عدم الالتزام بتخفيضات الإنتاج يضع المزيد من الضغوط على الأسعار. في هذا السياق، حذر وزير النفط السعودي من أن الاستمرار في تجاوز الحصص المحددة للإنتاج قد يهدد استقرار الأسعار، مما يعزز احتمالية تراجعها إلى مستويات أقل بكثير من المستوى الحالي.
هذا التحذير يوضح أهمية التزام جميع أعضاء أوبك+ بالاتفاقات من أجل الحفاظ على استقرار السوق.
في الوقت الذي تشهد فيه أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا، تأتي المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، خاصة في الصين، لتؤثر بشكل كبير على مستقبل الطلب على النفط. بينما تُظهر التقارير الأخيرة من أوبك تراجعًا في التوقعات العالمية، فإن تحالف أوبك+ يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على استقرار الأسعار وسط زيادة الإنتاج المحتملة من بعض أعضائه.
هذا الوضع قد يعكس تحديات كبيرة أمام المستثمرين في قطاع النفط، حيث يتعين عليهم متابعة تطورات السوق العالمية بعناية لتقييم المخاطر والفرص المتاحة في الفترة المقبلة.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.