الاثنين Oct 14 2024 07:26
1 دقيقة
الدولار يظل قويًا في ظل تباين توقعات أسعار الفائدة
تمسك الدولار الأمريكي بمستويات مرتفعة اليوم الثلاثاء، ليواصل الاحتفاظ بأعلى قيمة له في سبعة أسابيع مقابل العملات الرئيسية، في وقت يواصل فيه المستثمرون مراقبة تطورات السياسة النقدية الأمريكية. وتأتي هذه الاستفادة من الدولار بعد أن أظهرت بيانات سوق العمل الأمريكي الصادرة الأسبوع الماضي تحسنًا غير متوقع في الوظائف، مما ساهم في تغيير مسار التوقعات بشأن خفض الفائدة.
التقرير القوي عن الوظائف قد خفف من المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي، حيث توقعت الأسواق في البداية أن يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض كبير في أسعار الفائدة. إلا أن التوقعات تبدلت بشكل كبير، لتقيد فرص الخفض الحاد، ما ساعد على تعزيز الدولار.
بعد صدور تقرير الوظائف، بدأت التوقعات المتعلقة بخفض الفائدة تتغير بشكل ملحوظ. فقد أظهرت الأداة الخاصة بمتابعة السياسة النقدية "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي.إم.إي"
أن الأسواق لم تعد تتوقع خفضًا كبيرًا لأسعار الفائدة في الشهر المقبل (نوفمبر)، بعد أن كانت هناك توقعات قوية لخفض بمقدار 50 نقطة أساس. حالياً، تشير الأسواق إلى فرصة بنسبة 86% لتخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط، مع احتمال أضعف بحدوث تخفيضات أعمق في ديسمبر.
هذه التوقعات الجديدة كانت سببًا رئيسيًا في دعم الدولار، مما أدى إلى ارتفاعه مقابل اليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني، إلى جانب باقي العملات الكبرى.
مع هذه التغيرات في توقعات السياسة النقدية، سجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام مجموعة من العملات الرئيسية، مستوى 102.41 نقطة في أحدث تداولاته، وهو ما يقترب من أعلى مستوى وصل إليه في سبعة أسابيع (102.69 نقطة) يوم الجمعة الماضي. يشير هذا الأداء إلى قوة العملة الأمريكية التي تُعتبر، على الرغم من الضغوط الجيوسياسية، الملاذ الآمن المفضل للمستثمرين.
كما أن قوة الدولار تعكس متانة الاقتصاد الأمريكي، الذي يواصل الحفاظ على استقراره، خاصة بعد تقرير الوظائف القوي، ما يزيد من التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي قد يكون في طريقه لتخفيف وتيرة خفض الفائدة في المستقبل.
رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ألبرتو موسالم، أعرب عن دعمه لمزيد من خفض الفائدة بشرط أن يستمر الاقتصاد الأمريكي في النمو. إلا أنه في نفس الوقت حذر من أن تخفيضات الفائدة يجب أن تتم بشكل تدريجي، وعدم المبالغة في تسريع تلك التخفيضات. وقال موسالم إن من الأنسب تطبيق تخفيضات تدريجية على أسعار الفائدة مع مرور الوقت، ما قد يساعد في تجنب أي اضطراب في الاقتصاد.
ويرى الفيدرالي أن السياسة النقدية لا يجب أن تفرط في التحفيز حتى لا تؤدي إلى تأثيرات غير مرغوب فيها على الاستقرار المالي. ويظل الفيدرالي الأمريكي حذرًا في قراراته، ويبحث عن توازن بين تحفيز الاقتصاد وحماية استقرار الأسعار.
في الوقت الذي يتوقع فيه المستثمرون أن يحافظ الفيدرالي على نهج الحذر، يتطلع السوق إلى تقارير أخرى هذا الأسبوع، مثل تقرير التضخم الأمريكي المقرر صدوره يوم الخميس، وهو ما قد يعطي إشارات جديدة حول اتجاهات السياسة النقدية. بالإضافة إلى ذلك، سيركز المستثمرون على محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر الذي سيصدر يوم الأربعاء، والذي قد يتضمن مزيدًا من الإيضاحات حول تفكير البنك المركزي في قضايا السياسة النقدية المستقبلية.
من جهة أخرى، ستفتح الأسواق الصينية أبوابها بعد عطلة استمرت أسبوعًا، ما قد يساهم في زيادة نشاط الأسواق العالمية.
في إطار التذبذبات الحادة في الأسواق، شهدت العملات الرئيسية الأخرى تحركات ملحوظة أمام الدولار الأمريكي. حيث ارتفعت قيمة اليوان الصيني بشكل طفيف ليصل إلى 7.0594 يوان مقابل الدولار في تداولات اليوم. أما اليورو فقد بلغ 1.098175 دولارًا في وقت مبكر من الجلسة، ليبقى قريبًا من أدنى مستوى له في سبعة أسابيع الذي سجله الأسبوع الماضي عند 1.09515 دولار.
بالنسبة للجنيه الاسترليني، فقد استقر عند 1.3095 دولارًا، وهو قريب من أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 1.30595 دولارًا. بينما ارتفعت قيمة الين الياباني بشكل طفيف ليصل إلى 147.795 ين مقابل الدولار في التعاملات المبكرة، بعدما شهد انخفاضًا كبيرًا إلى أدنى مستوى في سبعة أسابيع عند 149.10 ين يوم الاثنين.
على الرغم من تزايد التوترات في منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها السلبي على معنويات المخاطرة، إلا أن الدولار الأمريكي ظل محافظًا على قوته. يعتبر المستثمرون الدولار ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ما يعزز من قيمته وسط الأزمات العالمية.
التوقعات لا تزال تشير إلى استمرار دعم الدولار، لكن الأسواق العالمية ستظل متأثرة بتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وأي إشارات قادمة من الفيدرالي الأمريكي.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.