الخميس Nov 7 2024 05:14
1 دقيقة
شهدت أسواق النفط ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الخام، اليوم الخميس، بعد جلسة متقلبة في اليوم السابق، حيث قام المتداولون بتقييم تأثير فوز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية على سوق النفط العالمي. كما أدى الارتفاع المفاجئ في قيمة الدولار الأمريكي بعد إعلان نتائج الانتخابات إلى تقلبات إضافية في الأسواق المالية و ارتفاع أسعار النفط.
بعد التأرجح الملحوظ ل أسعار النفط في جلسة الأمس، سجل خام برنت القياسي العالمي ارتفاعًا طفيفًا بلغ نحو 76 دولارًا للبرميل، في حين لامس في بعض الفترات مستويات فوق الـ 77 دولارًا للبرميل، قبل أن يغلق السوق على انخفاض طفيف. كذلك، سجل خام غرب تكساس الوسيط، الذي يُعتبر من أهم المقاييس في الولايات المتحدة، ارتفاعًا بنسبة 2% ليتجاوز سعره حاجز الـ 72 دولارًا.
أدى فوز ترامب إلى أكبر زيادة للدولار الأمريكي منذ سبتمبر 2022، حيث ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 1.6%، ليصل إلى 105.09 نقطة، ما يعكس تحولًا في آراء المستثمرين تجاه السياسات الاقتصادية الأمريكية. هذا الارتفاع في قيمة الدولار كان له تأثير مباشر على أسواق السلع الأساسية، بما في ذلك النفط، حيث يعمل الدولار القوي على تقليص القدرة التنافسية للنفط بالنسبة للمستوردين من دول أخرى.
تواصل أسواق النفط المعاناة من سنة متقلبة، حيث تتعرض لضغوط متنوعة على عدة جبهات. فقد شهد السوق صدمات جيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى التحولات التي تشهدها سياسات منظمة أوبك+ بشأن تحديد مستويات الإنتاج، فضلًا عن ضعف النمو في الصين - أكبر مستهلك للنفط في العالم - نتيجة لتباطؤ الاقتصاد الصيني.
تُشير التوقعات إلى أن فوز ترامب قد يكون له تأثير إيجابي على منتجي النفط في الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن تواصل الإدارة الجديدة دعمها لصناعة النفط الأمريكية، خاصة النفط الصخري، من خلال السياسات التشجيعية مثل تسهيل استخراج النفط وتقليل القيود التنظيمية التي قد تكون مفروضة على هذا القطاع. ومن المرجح أن تسعى الإدارة الجديدة أيضًا إلى تعديل سياسة العقوبات على بعض الدول المنتجة للنفط مثل إيران وفنزويلا، مما قد يساهم في تقليص المعروض العالمي من النفط.
من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة تغيرات كبيرة في سياساتها الطاقوية في حال عودة ترامب للبيت الأبيض. قد تواصل الإدارة دعم سياسات "الطاقة الأحفورية"، مما يعزز إنتاج النفط والغاز الطبيعي في البلاد. في الوقت نفسه، يُتوقع أن تشهد مشروعات الطاقة المتجددة مثل الرياح البحرية والشمسية اهتمامًا أقل في ظل تقليص الدعم الحكومي لها. ومن المتوقع أن تتجه السياسة الأمريكية إلى تقليص المعايير البيئية، وهو ما قد يعزز إنتاج النفط الصخري بشكل أكبر.
من جانبها، قدمت مجموعة سيتي جروب رؤية تحليلية تشير إلى أن فوز ترامب قد يؤدي إلى تفاقم عرض النفط في الأسواق العالمية. زيادة المعروض من النفط نتيجة للسياسات المتوقعة قد تؤدي إلى ضغوط هبوطية على الأسعار. كما أن التوترات التجارية الجديدة مع الصين، التي تعد من أكبر مستهلكي النفط في العالم، قد تؤدي إلى تقليص الطلب على النفط بشكل أكبر، مما يؤثر سلبًا على نمو أسواق الطاقة.
لا شك أن عودة ترامب للبيت الأبيض ستترك آثارًا عميقة على سياسة الطاقة العالمية. فمن جهة، قد تدفع سياسات ترامب إلى تسريع إنتاج النفط الأمريكي وزيادة المخزونات المحلية، في حين سيواجه السوق تحديات متعددة تتعلق بارتفاع العرض وضعف الطلب في الأسواق الناشئة. على الرغم من التوقعات الإيجابية لقطاع النفط الأمريكي، إلا أن الفترات المقبلة قد تشهد مزيدًا من التقلبات في الأسعار بسبب التوترات السياسية في المنطقة والعالم.
يتضح أن فوز ترامب قد يعزز موقف النفط الأمريكي في الأسواق العالمية، حيث سيعمل على زيادة الإنتاج المحلي وتقليل القيود على صناعة النفط. ولكن، في المقابل، ستكون هناك تحديات مرتبطة بزيادة العرض والتوترات التجارية التي قد تؤثر سلبًا على الطلب العالمي. يظل مستقبل أسواق النفط غامضًا إلى حد ما، مع استمرار الترقب للسياسات الاقتصادية التي ستتبعها الإدارة الجديدة في واشنطن.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.