الجمعة Nov 15 2024 07:33
1 دقيقة
انخفضت أسعار النفط بشكل ملحوظ اليوم الجمعة، مما يعكس تزايد القلق في الأسواق بسبب ضعف الطلب في الصين، التي تُعد أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. يواجه الاقتصاد الصيني تحديات كبيرة نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي، مما أدى إلى تأثر أسواق الطاقة بشكل سلبي.
وفقًا للتقارير الأخيرة، هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 65 سنتًا، أي بنسبة 0.9%، لتصل إلى 71.91 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 04:50 بتوقيت جرينتش. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.9% أيضًا، لتسجل 68.08 دولارًا للبرميل، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز.
من المتوقع أن تسجل أسعار خام برنت انخفاضًا بنسبة 2.7% خلال الأسبوع الحالي، بينما يُتوقع أن تنخفض أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.3%. ويعكس هذا التراجع المستمر في الأسعار حالة من عدم الاستقرار في الأسواق النفطية، خاصة في ظل استمرار ضعف الطلب في الصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وتعليقًا على هذا، قال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في آي جي، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "على الرغم من أن أسعار النفط استقرت نسبيًا هذا الأسبوع بالقرب من مستوى الدعم البالغ 71 دولارًا، إلا أن غياب المحفزات الصعودية الواضحة يشير إلى أن التعافي في الأسعار لا يزال بطيئًا جدًا".
يواصل الاقتصاد الصيني تأثيره الكبير على أسعار النفط العالمية. فقد أظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء أن مصافي النفط الصينية عالجت 4.6% أقل من الخام في أكتوبر مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. هذا يمثل انخفاضًا ملحوظًا في النشاط الصناعي في الصين للشهر السابع على التوالي. ويرجع هذا الانخفاض إلى تراجع معدلات التشغيل في مصافي التكرير، وخاصة لدى المصافي المستقلة الأصغر، إضافة إلى تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي.
ويُعزى هذا الانخفاض إلى استمرار مشكلات الطلب في قطاع العقارات الصيني، الذي يعاني من ضعف شديد، رغم زيادة الإنفاق الاستهلاكي في بعض القطاعات الأخرى.
تظل التوقعات بشأن المعروض العالمي من النفط قيد المراجعة، حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يفوق المعروض العالمي من النفط الطلب بحلول عام 2025، حتى في حال استمرار تخفيضات الإنتاج من أوبك+، التي تشمل منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاءها مثل روسيا. وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن الإنتاج المتزايد من الولايات المتحدة وغيرها من الدول المنتجة للنفط قد يتفوق على الطلب البطيء.
وفي نفس السياق، قامت وكالة الطاقة الدولية برفع توقعاتها لنمو الطلب على النفط في عام 2024 بمقدار 60 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 920 ألف برميل يوميًا، بينما أبقت على توقعاتها لنمو الطلب في عام 2025 دون تغيير يذكر، عند 990 ألف برميل يوميًا.
من جانبها، خفضت منظمة أوبك هذا الأسبوع من توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2024 و2025. وقد أشار التقرير إلى تراجع الطلب في الصين والهند وبعض الأسواق الأخرى، وهو ما يعكس ضعفًا في الأنشطة الاقتصادية في هذه المناطق. وهذا يمثل المراجعة الرابعة على التوالي لتوقعات أوبك بشأن نمو الطلب على النفط.
وفي الولايات المتحدة، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام قد ارتفعت بمقدار 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهي زيادة كبيرة مقارنة بتوقعات المحللين التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 750 ألف برميل فقط.
على الرغم من ذلك، انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 4.4 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2022. كما انخفضت مخزونات نواتج التقطير، مثل الديزل ووقود التدفئة، بشكل غير متوقع بمقدار 1.4 مليون برميل.
يمكن إرجاع تراجع أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها:
1. ضعف الطلب في الصين: يعاني قطاع الصناعات في الصين من تباطؤ شديد، مما ينعكس على استهلاك النفط في أكبر سوق للنفط في العالم.
2. زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة وأوبك+: التوقعات بزيادة الإنتاج من بعض الدول المنتجة للنفط، مثل الولايات المتحدة، إلى جانب احتمال زيادة الإمدادات من أوبك+، تساهم في الضغط على الأسعار.
3. توقعات الاقتصاد العالمي: تشير التوقعات إلى أن النمو الاقتصادي العالمي قد يظل ضعيفًا في المستقبل القريب، وهو ما قد يحد من الطلب على النفط.
توقعات أسعار النفط في المستقبل
بينما يواجه سوق النفط تحديات ملحوظة في الوقت الحالي، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان الطلب العالمي سينتعش في الأشهر المقبلة، خاصة في ظل التوقعات الاقتصادية العالمية المتباينة. من المرجح أن تعتمد تحركات أسعار النفط في المستقبل على تطورات الأوضاع الاقتصادية في الصين، إلى جانب أي قرارات قد تتخذها أوبك+ بشأن إنتاج النفط.
إن أسعار النفط تظل تحت ضغط نتيجة ضعف الطلب في الصين وزيادة المعروض العالمي. ورغم أن هناك بعض العوامل التي قد تدعم الأسعار على المدى القصير، مثل انخفاض المخزونات في الولايات المتحدة، إلا أن الصورة العامة للأسواق النفطية تظل غير مستقرة.
في الوقت الحالي، يبدو أن أسعار النفط ستظل متأثرة بالعديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، مما يجعل التنبؤ بتحركات الأسعار أمرًا صعبًا في المستقبل القريب.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.