الخميس Nov 14 2024 09:31
1 دقيقة
شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم الخميس، بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي الذي أثر سلبًا على السلع الأساسية، إلى جانب القلق المتزايد بشأن الطلب العالمي على النفط في ظل المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي. وفقًا لبيانات بلومبرج، سجل خام برنت القياسي العالمي انخفاضًا كبيرًا حيث وصل إلى نحو 72 دولارًا للبرميل، بينما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 68 دولارًا للبرميل.
سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا إلى أعلى مستوى له منذ عامين، وذلك بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. هذه الزيادة في قيمة الدولار جعلت السلع التي يتم تسعيرها بالدولار، مثل أسعار النفط، تصبح أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الأجانب. مما أثر بشكل مباشر على أسعار النفط وجعلها تتراجع، خاصة مع انخفاض أسعار بعض السلع الأساسية الأخرى مثل النحاس.
يستمر تباطؤ نمو الطلب في الصين في التأثير على أسواق النفط العالمية. ومع تزايد استخدام السيارات الكهربائية في الصين، التي ساهمت في تقليص استهلاك الوقود، أصبحت المخاوف من انخفاض الطلب على النفط في الصين تزداد يومًا بعد يوم.
وفي المقابل، أكدت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأخير أن الهند أصبحت المحرك الرئيس لنمو الطلب في آسيا، بينما يواجه استهلاك النفط في الصين تحديات كبيرة. من المنتظر أن تصدر وكالة الطاقة الدولية في وقت لاحق من اليوم المزيد من التحليلات التي قد تساهم في رسم ملامح السوق في الفترة المقبلة.
منذ منتصف أكتوبر الماضي، شهدت أسعار النفط تقلبات ملحوظة بين المكاسب والخسائر. ويعود ذلك إلى ترقب المتداولين للتحركات المتعلقة بعرض النفط من قبل دول أوبك+، بالإضافة إلى السياسات النقدية الأمريكية التي تؤثر بشكل كبير على السوق.
أما الخطر الأكبر الذي يواجه السوق في الوقت الراهن فيتمثل في المخاوف من احتمال حدوث فائض في المعروض العالمي من النفط في عام 2025، وهو ما أشار إليه بنك "مورجان ستانلي" في تقرير حديث، حيث خفض توقعاته لأسعار النفط في ظل توقعات ضعيفة للطلب.
وفي ضوء المعطيات الاقتصادية الحالية، قالت تشارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو كابيتال ماركتس"، إن القوة المستمرة للدولار الأمريكي لا تزال تواصل التأثير على أسعار النفط.
رغم توقعات العديد من المحللين بتخفيض سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فإن الاستقرار النسبي للاقتصاد الأمريكي يبقي الدولار قويًا، مما يزيد الضغوط على السلع الأساسية وعلى رأسها أسعار النفط. وأضافت تشانانا أن المخاوف من الطلب ما تزال قائمة، خاصة بعدما قامت منظمة "أوبك" بتعديل توقعاتها للنمو في استهلاك النفط في الأسواق العالمية.
تستمر الأحداث الجيوسياسية في التأثير على أسعار النفط، حيث كان للشرق الأوسط دور بارز في هذا السياق. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، تعمل إسرائيل على إعداد اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان في ظل التوترات السياسية المستمرة في المنطقة. كما أن التطورات المتعلقة بعودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تؤثر على الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة، مما يضيف ضغوطًا جديدة على أسواق أسعار النفط.
من جانب آخر، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة قد تراجعت بمقدار 800 ألف برميل الأسبوع الماضي، في حين سجلت المخزونات في مركز كوشينج بولاية أوكلاهوما انخفاضًا كبيرًا بلغ 1.9 مليون برميل. ورغم هذا الانخفاض في المخزونات، تبقى المخاوف من ضعف الطلب العالمي على النفط، خاصة في الصين، هي المسيطرة على الأسواق.
تشهد أسعار النفط تقلبات كبيرة نتيجة لمجموعة من العوامل العالمية التي تشمل ارتفاع الدولار الأمريكي، المخاوف بشأن تباطؤ الطلب من الصين، وأثر الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
كما أن تحليل التحركات المستقبلية للأسواق يعتمد على الكثير من المتغيرات، مثل السياسة النقدية الأمريكية وتأثيرها على قوة الدولار، فضلاً عن مخاطر العرض والطلب في الأسواق العالمية. في ضوء هذه العوامل، يبدو أن أسعار النفط ستظل عرضة للتقلبات الشديدة في المدى القصير والمتوسط.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.