تصاعد التوتر: إسرائيل تستعد لعملية عسكرية في غزة
على الرغم من مرور أكثر من عام على وعود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحقيق النصر، إلا أنه يشير الآن إلى ضرورة تقدم الجيش الإسرائيلي مرة أخرى إلى مدينة غزة، التي يصفها بأنها "المعقل الحقيقي الأخير" لحماس. هذا التصعيد المحتمل يأتي في ظل انتقادات دولية متزايدة وتصدعات داخلية في إسرائيل نفسها.
"القضاء على حماس": هدف قابل للتحقيق؟
يرى نتنياهو أن الهجوم على غزة، أكبر مدن القطاع، سيؤدي في النهاية إلى تدمير حماس كقوة عسكرية وحاكمة. ومع ذلك، يرى محللون أن هذا الهدف غير واقعي، حيث يشير آموس هاريل، المحلل الدفاعي في صحيفة هآرتس، إلى أنه لن تكون هناك لحظة محددة يمكن فيها إعلان هزيمة حماس.
تعبئة عسكرية وسط معارضة داخلية
على الرغم من المعارضة الداخلية، بدأ الجيش الإسرائيلي في تعبئة 60 ألف جندي احتياطي لتأمين الجبهات الأخرى ودعم الهجوم المتوقع. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد بحلول نهاية العام. وتصاحب هذه التعبئة تصعيد في الغارات الجوية والقصف، بالإضافة إلى تقدم القوات الإسرائيلية في ضواحي غزة، مع توجيه السكان بإخلاء المنطقة.
ضغوط على حماس أم تصعيد للصراع؟
يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن هذا التجمع العسكري يهدف إلى الضغط على حماس للموافقة على شروط نتنياهو "المتشددة" لإنهاء الحرب، والتي تتضمن استسلام الحركة ونزع سلاحها وإطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين. ومع ذلك، مع تزايد الشكوك حول موافقة حماس على هذه الشروط، فإن احتمال حدوث غزو شامل يزداد.
معركة معقدة في بيئة حضرية
بمجرد صدور الأمر، يتوقع المحللون العسكريون أن تواجه القوات الإسرائيلية مقاومة شرسة في غزة، حيث من المتوقع أن يستخدم مقاتلو حماس تكتيكات حرب العصابات، بما في ذلك القناصة والقذائف الصاروخية والعبوات الناسفة. على الرغم من تأكيدات الجيش الإسرائيلي بتدمير معظم التشكيلات القتالية المنظمة التابعة لحماس، إلا أن الحركة لا تزال قادرة على إعادة تنظيم صفوفها.
تداعيات إنسانية وخطر على الأسرى
حذر المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس، أبو عبيدة، من أن الهجوم الوشيك سيعرض حياة الأسرى للخطر بشكل مباشر. بالإضافة إلى ذلك، يثير الهجوم المحتمل مخاوف بشأن كارثة إنسانية، حيث يعيش في المدينة حوالي مليون شخص، العديد منهم نزحوا بالفعل عدة مرات من مناطق أخرى في القطاع. وتواجه المنطقة بالفعل نقصًا حادًا في الغذاء والمساعدات الإنسانية.
مخاوف من التطهير العرقي وتدهور العلاقات الدولية
يعتقد العديد من الفلسطينيين أن الهدف النهائي لإسرائيل في غزة لا يتعلق بحماس بقدر ما يتعلق بخطة أوسع نطاقًا يدعمها حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف: إجبار سكان غزة على النزوح جنوبًا قبل الانسحاب الكامل من القطاع، وهو ما تعتبره منظمات حقوق الإنسان بمثابة تطهير عرقي. ومع تصاعد الإدانة العالمية لإسرائيل، فإن الهجوم الوشيك سيزيد من تدهور مكانة البلاد على الساحة الدولية.
هل ينجح الضغط العسكري؟
على الرغم من دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للعملية، إلا أن القليلين في إسرائيل يعتقدون أن غزو غزة سيؤدي إلى استسلام حماس. ويرى محللون أنه حتى بعد انتهاء هذه العملية التي ستستغرق شهورًا، ستظل حماس قادرة على العمل من داخل القطاع.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.