الجمعة Nov 22 2024 08:12
1 دقيقة
في تطور مثير خلال هذا الأسبوع، شهد الذهب أكبر مكسب أسبوعي له في أكثر من 13 شهرًا، حيث شهدت الأسواق العالمية حالة من التوترات الجيوسياسية، مما دفع المستثمرين إلى تحويل رؤوس أموالهم إلى الأصول الآمنة مثل الذهب.
في الوقت ذاته، انعكس انتعاش قطاع التكنولوجيا بشكل إيجابي على أسواق الأسهم الآسيوية، خصوصًا بعد أن تراجعت المخاوف بشأن نمو مبيعات شركة إنفيديا العالمية.
شهد هذا الأسبوع تصعيدًا في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، حيث أقدمت روسيا على خفض عتبة استخدام الأسلحة النووية، وأطلقت صاروخًا باليستي فرط صوتي على الأراضي الأوكرانية، مما أدى إلى تراجع شهية المستثمرين تجاه الأصول الأكثر خطورة.
وفي المقابل، اقترب البيتكوين من تجاوز حاجز 100 ألف دولار لأول مرة في تاريخه، مما أضاف مزيدًا من الزخم الإيجابي للأسواق.
ارتفع الذهب بشكل ملحوظ اليوم الجمعة، حيث سجل زيادة بنسبة 0.7% ليصل إلى 2688 دولارًا للأوقية، وهو ما يترجم إلى ارتفاع يزيد عن 4.5% خلال الأسبوع. يمثل هذا الأداء أقوى مكسب أسبوعي للذهب منذ أكتوبر 2023. ويُعتبر هذا الارتفاع جزئيًا نتيجة لتزايد المخاوف الجيوسياسية، مما دفع المستثمرين إلى اتخاذ الذهب كملاذ آمن في ظل عدم الاستقرار.
وفقًا للمحلل إدوارد ماير من "ماريكس"، فإن هذا الارتفاع في أسعار الذهب يعود إلى تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب ارتفاع سعر البيتكوين الذي اقترب من 100 ألف دولار، مما يساهم في زيادة التدفقات نحو الأصول الآمنة.
في هذا الأسبوع، قامت روسيا بخفض عتبة استخدام الأسلحة النووية، ردًا على ما وصفته بالسماح من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب الأراضي الروسية. في خطوة تصعيدية، أطلقت روسيا صاروخًا فرط صوتي على مدينة دنيبرو الأوكرانية، مما زاد من حدة التوترات العسكرية في المنطقة.
هذا التصعيد دفع المستثمرين إلى تقليص تعرضهم للأسواق عالية المخاطر، بما في ذلك الأسهم والعملات الرقمية مثل البيتكوين. كما ساهم في تعزيز الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب اليوم.
شهدت أسواق النفط أيضًا تحركات كبيرة، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 4.5% خلال الأسبوع، لتصل إلى أعلى مستوى لها في أسبوعين عند 74.44 دولارًا للبرميل في التعاملات الآسيوية. مما يعكس تحسنًا ملحوظًا في أسعار النفط. مع هذه الارتفاعات، يسجل الذهب مراكز متقدمة في الأسواق كأداة استثمارية مفضلة خلال هذه الأوقات من عدم الاستقرار العالمي.
من جانب آخر، واصل الدولار الأمريكي تسجيل مكاسب خلال هذا الأسبوع، حيث ارتفع بنسبة 0.4% في مؤشر الدولار، ليصل إلى أعلى مستوى له في 13 شهرًا عند 107.18. استقرّت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات عند 4.432%، وهو ما يعكس الاستقرار النسبي في أسواق السندات.
هذه التحركات في الأسواق المالية تأتي وسط تزايد التوقعات بتخفيض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث أشارت الأسواق إلى احتمالية خفض الفائدة بنسبة 58%، ما يعني أن هناك تحولات قد تؤثر بشكل إيجابي على الدولار الأمريكي في الأيام القادمة.
تعرض اليورو لضغوطات ملحوظة، حيث تراجع لسبعة من الأسابيع الثمانية الماضية، بسبب عدة عوامل ضاغطة، أبرزها التصعيد التجاري مع الولايات المتحدة، وتباطؤ النمو الاقتصادي في منطقة اليورو. كما شهدت أوروبا تراجعًا في الأداء السياسي مع الاضطرابات في حكومات ألمانيا وفرنسا، ما ساهم في استمرار انخفاض قيمة اليورو.
في اليابان، أظهرت البيانات أن التضخم الأساسي استمر في التوجه أعلى من الهدف الذي حدده البنك المركزي الياباني، مما يبقي الضغوط على البنك لرفع أسعار الفائدة. بينما وضع المستثمرون في الحسبان احتمالات بنسبة 57% لرفع بنك اليابان أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر. هذا الأمر ساعد في دعم الين الياباني بعض الشيء، حيث سجل الين في آخر تداول له مستوى 154.82 مقابل الدولار الأمريكي، رغم انخفاضه بنسبة 4% هذا الربع.
في النهاية، تشير التوقعات إلى أن أسعار الذهب اليوم قد تواصل مسارها الصعودي في حال استمر التصعيد الجيوسياسي وزادت المخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي العالمي.
بالنظر إلى تصاعد التوترات في أوكرانيا والتحديات الاقتصادية في مناطق أخرى مثل أوروبا واليابان، من المتوقع أن يظل الذهب أحد الأصول الآمنة الأكثر جذبًا للمستثمرين.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.