تراجع FTSE عن أعلى مستوياته مع استيعاب السوق لتأثير تقرير التوظيف الأمريكي

انخفاض مؤشر FTSE وارتفاع الدولار أمريكي

تراجع مؤشر FTSE 100 عن أعلى مستوياته في بداية تداولات يوم الاثنين، حيث كان تداول أسواق الأسهم الأوروبية عند مستويات منخفضة بعد ما تسبب به تقرير التوظيف الأمريكي المرعب الذي صدر يوم الجمعة من رفع لمعدلات المخاطرة. أصبح الدولار على جانب الطلب ، وارتفعت عوائد السندات للأعلى بعد أن أطاحت بيانات تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي بالتوقعات السابقة التي كانت تقول أن مرونة سوق العمل لن تكون عائقًا امام البنك الفيدرالي ليتوقف مؤقتًا عن رفع الفائدة. وانخفضت أسعار الذهب إلى جانب الأسهم مع ارتفاع الأسعار الحقيقية والأسمية، حيث دخل السوق في حالة ان "الأخبار الجيدة هي أخبار سيئة"، بينما ارتفعت الأسهم الآسيوية كارتفاع منطاد التجسس الصيني.

تقرير التوظيف الأمريكي يرفع الدولار، ويؤذي الأسهم

أظهر تقرير التوظيف الأمريكي زيادة قدرها 517 ألف وظيفة، وانخفضت البطالة إلى 3.5%، وهو أدنى معدل منذ 1969. ويؤكد هذا على أن الوضع المتشدد لسوق العمل لن يجعل البنك الفيدرالي يتوقف عن رفع سعر الفائدة. كما يؤكد على أنه لا يزال من المبكر للغاية الإعلان عن النصر والاعتقاد بأن سعر الفائدة وصل إلى الذروة. فالتضخم اعلى لفترة أطول، خاصة مع شراء السوق لفكرة توقف البنك الفيدرالي عن رفع الفائدة، وان الأوضاع المالية مخففة. يلمح الفيدرالي كل مرة قفزات السوق وسوء التضخم وصعوبة كبحه.

السؤال هنا هو هل نحن في أراضي "جولدي لوكس"- يبدو ان انخفاض التضخم وتراجع البطالة أمرًا رائعًا إذا كنا بنكًا مركزيًا- ويبدو أن علينا الشعور بالإيجابية تجاه الخطر. يبدو أن رد فعل السوق يدل على ما يتوقعه، حيث كان السوق يتوقع قطع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في وقت لاحق هذا العام، وانخفضت الأسهم بحدة كبيرة مع تراجع مؤشر ستاندرد آند بور 500 بما يزيد عن 1%، وانخفاض ناسداك بنسبة 1.6%. ومن النقاط المثيرة للاهتمام التي جاءت في تقرير بنك BLS أن الهجرة قد عززت من معدل المشاركة بنسبة 0.1%، وربما تكون قد ساعدت أيضًا على الإبقاء على انخفاض مطالبات الأجور. وقد يدل هذا على أن الأوضاع أكثر سهولة للهبوط بسلاسة أثناء القضاء على التضخم.

بنك أوف أمريكا يحذر من ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بور الأمريكي

بملاحظة ارتفاع تسلا بنسبة 58% مقابل انخفاض مؤشر "Move" للسندات الامريكية بنسبة 20% منذ بداية العام إلى اليوم، يقول "بنك اوف أمريكا" أن "الصفقة الأكثر ألمًا" دائمًا ما تكون "كارثة مؤجلة". كانت بداية الارتفاع مع سوء تقارير مؤشر أسعار المستهلك يوم 12 أكتوبر، ومن المحتمل انتهائه مع قراءة تضخم "عند الذروة بدرجة كبير". واصاف البنك أنه بينما تقول العقود المستقبلية الخاصة بتوقعات أسعار الفائدة الفيدرالية أنه سيكون هناك رفع واحد على الأقل بمقدار 25 نقطة أساس، ثم قطع سعر الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس في الفترة بين يوليو 2023 و ديسمبر 2024، إلا أن المخاطر بالاتجاه الهابط لا تزال موجودة لأن تراجع التضخم اثبت أنه "أمر عابر" و/ أو "أن عدم هبوطه على الأرض" في النصف الأول من العام سينقلب إلى "هبوطه بصعوبة" في النصف الثاني... ولكن يجب ان تتحول عمليات البيع إلى شراء قبل أن يتمكن الركود التضخمي من إيذاء جولدي لوكس".

مؤشر FTSE يسجل أعلى مستوياته مدفوعًا بتفاؤل المستثمرين

كانت القصة مختلفة عند الأسهم البريطانية، حيث أغلق مؤشر FTSE عند مستوى قياسي، وسجل اعلى مستوياته خلال يوم التداول عند 7.901.8 (القراءة السابقة: 7.877.45) وعند 7.906.58 (القراءة السابقة: 7.903.50) على التوالي. يمنك ان تقلل من قيمة هذا ولكنني اعتقد أنه في وجود توقعات بوصول أسعار الفائدة إلى الذروة مع هبوط التضخم بسلاسة، قد يخلق نوع من السيناريو المعتدل ... هذا بالإضافة إلى حقيقة أن هذا المؤشر حقق ارتفاعًا جيدًا في العام الماضي مما جعله في وضع أفضل للاستفادة من بعض التدفقات المالية الجيدة على الأسهم خلال هذا العام، وخاصة على الأسهم الأوروبية غير الجذابة.

ويعكس ارتفاع هذا المؤشر إلى تلك المستويات القياسية الجديدة وسط بيئة اقتصاد كلي من هذا النوع وجود نوعًا من الدفاعية فيما بين المستثمرين، وكأنهم يبحثون عن الموثوقية في أوقات يسود فيها الضغط والرخص النسبي في الباوند البريطاني (يبتعد كثيرًا عن أعلى مستوياته مقابل الدولار الأمريكي)، ويظهر فيها اعتقادًا بأن البنك الفيدرالي قد انتهى في الغالب من رفعه للفائدة مع وصول التضخم إلى الذروة، وآمالاً بأن إعادة فتح الصين ستكون هي المحرك لقطاعات الطاقة وأسعار السلع. ولكننا نرى أيضًا بعض التوسع الجيد فيما يتعلق بأنواع الأسهم التي تقود الارتفاع، حيث أن أغلبها أسهم ذات طابع محلي وشاركت في هذا الارتفاع منذ بداية العام إلى اليوم – شركات بناء المنازل مثل Persimmon، و Barratt، و Taylor Wimpey، و Auto Trader، و Kingfisher، و Sainsbury’s، و Whitbread، و Rightmove- وفي الحقيقة كانت من أكثر أسهما لمؤشر دفاعية، بينما توجد أسماء عالمية النوع مثل Diageo، و AstraZeneca، و التي لم بكن أداءها بمثل هذا القدر الجيد. وكانت أغلب الأسهم التي شاركت في الارتفاع من القطاع الصحي. ويمتلئ مؤشر FTSE بالشركات التي لم تتعرض للبيع المكثف العام الماضي، مما جعلت منه في وضع أفضل واكثر جاذبية طوال الوقت هذا العام بالنسبة لبعض التدفقات المالية الإيجابية للغاية تجاه الأسهم.

في وقت لاحق اليوم، يتحدث "أندرو بيلي" محافظ البنك البريطاني بعد رفع سعر الفائدة الأسبوع الماضي، ومن المقرر ان يتحدث أيضًا كبير الاقتصاديين "هو بيل".

في وقت لاحق هذا الأسبوع، يواجه البنك الاحتياطي الأسترالي تسارع التضخم- ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأسترالي بنسبة 7.8% على أساس سنوي في الربع الأخير من العام الماضي، مقابل التوقعات بقراءة 7.6%. ويتسبب هذا الارتفاع الأخير في التضخم في المزيد من الضغط على البنك الاحتياطي الأسترالي. رفع البنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس بشكل تراكمي العام الماضي، وتتوقع الأسواق رفع واحد أو أكثر بمقدار 25 نقطة في كل مرة خلال هذا العام قبل الوصول إلى الذروة. قد يحبر ارتفاع التضخم السوق على إعادة تقييمه فيما يتعلق بسعر الفائدة النهائي. وسوف يتحدث "جاي بأول" محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من جلسة التداول الأمريكية.

يتحدث "جاب بأول" يوم الثلاثاء، مما يمنحه فرصة الحديث عن ارتفاع التضخم لمستويات اعلى ولفترة أطول - لكن هل يؤدي كلامه إلى اتجاه هابط، أم سيدع البيانات ترشده من الآن فصاعدًا؟