فرنسا والسعودية تحشدان الدعم لخطة الدولتين
تستعد فرنسا والمملكة العربية السعودية لعقد قمة دولية يوم الاثنين، بهدف حشد الدعم لخطة الدولتين والاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. ومن المتوقع أن تشهد القمة مشاركة واسعة من قادة الدول، في خطوة قد تثير غضب إسرائيل والولايات المتحدة.
ردود فعل متباينة
أعلن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أن إسرائيل والولايات المتحدة ستقاطعان القمة، واصفًا إياها بأنها "سيرك". وانتقد دانون هذه الخطوة، معتبراً أنها "تكافئ الإرهاب" ولا تساهم في حل المشكلة.
وفي المقابل، أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها الرسمي بدولة فلسطين يوم الأحد الماضي. وتعتزم فرنسا وخمس دول أخرى، بما في ذلك بلجيكا ولوكسمبورغ، أن تحذو حذوها يوم الاثنين. ومع ذلك، لا تحظى هذه الخطوة بدعم بالإجماع في أوروبا، حيث حذرت إيطاليا من أنها قد "تأتي بنتائج عكسية"، بينما أعربت ألمانيا عن خشيتها من أن تقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى حل الدولتين عن طريق التفاوض.
تهديدات إسرائيلية بالضم
كشفت مصادر إسرائيلية عن أن إسرائيل تدرس ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وفرض عقوبات ثنائية محددة على فرنسا، رداً على هذه الاعترافات، على الرغم من اعتبارها ذات طبيعة رمزية.
تحذيرات إماراتية
قد يكون لخطة إسرائيل تداعيات وخيمة، خاصة أنها قد تؤدي إلى تنفير حليف رئيسي مثل الإمارات العربية المتحدة. فقد أوضحت الإمارات، وهي قوة عالمية في مجال النفط ومركز دبلوماسي في الشرق الأوسط، أن ضم إسرائيل للضفة الغربية سيمثل "خطاً أحمر". وحذرت وزيرة الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية، لانا نسيبة، من أن "جوهر اتفاق إبراهيم هو تعزيز السلام في المنطقة، وأن الضم سيدمر هذه الروح تماماً".
تحذيرات أمريكية
كما وجهت الحكومة الأمريكية تهديدات إلى فرنسا ودول أخرى، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات مضادة ضد أي "إجراءات تستهدف إسرائيل". وتعتبر التحذيرات الأمريكية تحدياً مباشراً لسلطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدبلوماسية، خاصة وأن القمة تعقد برئاسته.
السياق الزمني والسياسي
تأتي هذه القمة قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة منذ عامين. وفي أكتوبر 2023، شنت حركة حماس هجوماً على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. وردت إسرائيل بشن عملية عسكرية واسعة النطاق، أسفرت عن مقتل أكثر من 65000 فلسطيني في قطاع غزة (معظمهم من المدنيين)، وتسببت في مجاعة ونزوح جماعي.
رفض حماس
أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن الاعتراف بدولة فلسطين يمثل رفضاً قاطعاً لحماس، ومطالبة لها بـ "عدم المشاركة في حكم غزة على الإطلاق". كما دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في إعلانها المكون من سبع صفحات إلى "اتخاذ خطوات عملية ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها" لتحقيق حل الدولتين، مع إدانة حماس ومطالبتها بالاستسلام وتجريدها من السلاح.
تساؤلات حول التأثير الحقيقي
يهدف هذا التحرك الفرنسي إلى كسر هيمنة الدول الصغيرة على "انتقاد إسرائيل"، ومحاولة ضخ زخم جديد في حل الدولتين من خلال دعم الدول الكبرى. لكن اللاجئ الفلسطيني نبيل جبر شكك في ذلك، قائلاً: "حتى لو اعترفت أستراليا وكندا وفرنسا بفلسطين، فلن يكون هناك ضغط كافٍ لإجبار إسرائيل على التنازل".
موقف الرأي العام الإسرائيلي
في المقابل، يرى الإسرائيليون أن الفلسطينيين رفضوا مراراً وتكراراً مقترحات السلام. وتقول الطالبة في مجال السينما، تمارا رافيه، البالغة من العمر 25 عاماً: "لقد طرحنا خمس خطط سلام، ولم يقبلوا أي منها. لماذا نتصالح مع من يخطف ويقتل شعبنا؟"
غيابات بارزة
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعشرات المسؤولين لم يتمكنوا من حضور القمة شخصياً بسبب رفض الولايات المتحدة منحهم تأشيرات دخول، واضطروا إلى المشاركة عبر الفيديو. كما غاب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو أحد الرعاة الرئيسيين للقمة، لأسباب غير معلنة، وشارك عبر الفيديو أيضاً.
انقسام أوروبي
كان موقف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي متبايناً في هذه القضية، حيث عارضت ألمانيا وإيطاليا الاعتراف بشكل قاطع، معتبرة أن هذه الخطوة قد "تقوض أساس المفاوضات". في المقابل، أيدت إسبانيا وأيرلندا ودول أخرى التحرك الفرنسي. وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن التركيز الحالي يجب أن ينصب على "وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية"، وليس على تغيير الوضع الراهن من جانب واحد.
تداعيات ضم الضفة الغربية
تشير التحليلات إلى أن ضم إسرائيل للضفة الغربية قد يؤدي إلى انهيار اتفاق إبراهيم تماماً، وإلى ردود فعل متسلسلة في العالم العربي. وقد ألمحت الإمارات إلى إمكانية تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وهو ما سيشكل ضربة قوية للاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط.
مستقبل غامض
مع اقتراب انعقاد القمة، يراقب المجتمع الدولي عن كثب: هل ستكون هذه الموجة من الاعتراف بدولة فلسطين، بقيادة فرنسا والسعودية، خطوة حاسمة لكسر الجمود، أم أنها ستكون بمثابة فتيل يشعل المزيد من الصراع؟
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.