هل يرفع الفيدرالي الفائدة أم يقطعها أم يتوقف عن تغييرها؟!!

هل يتوقف بيع الأسهم مؤقتًا؟
استمرت عمليات البيع على أسهم البنوك اليوم الثلاثاء، وتراجعت الأسعار في الأسواق الآسيوية بعدما فشلت محاولة إنقاذ مجموعة إس.في.بي المالية من الإفلاس بخطة إنقاذ فاعلة من البيت الأبيض. وبعد معاناها من خسائر فادحة يوم الاثنين، حاولت أسواق الأسهم الأوروبية تحقيق ارتفاعات في بداية التداولات اليوم بعد عمليات البيع واسعة النطاق التي تعرضت لها في الجلسة الآسيوية. وقد شهدنا بداية متباطئة في أجزاء من أوروبا، إلا أن كبرى البورصات شهدت ارتفاعات في الأسعار إلى حد ما، ولكن استمرت الخسائر في بورصة لندن في نصف الساعة الأولى من التداول يوم الثلاثاء. أما أسواق الأسهم الأمريكية فقد كانت متضاربة يوم أمس، فقد حققت ناسداك ارتفاعات بنسبة نصف نقطة مئوية، مع زيادة الطلب على أسهم النمو/ التكنولوجيا عند مستويات منخفضة. أما معدلات سندات الخزانة فقد انخفضت يوم أمس وشهدت ارتدادات صعودية عن أدنى مستوياتها. وزادت قوة العقود المستقبلية في الولايات المتحدة الامريكية هذا الصباح، حيث يتطلع المستثمرون إلى تغير الأوضاع- فهل زاد الخوف اليوم عما كان عليه الوضع يومي الجمعة والاثنين؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال- ففي بعض الأحيان يكون لهذه الأشياء عادة خلق زخم خاص بها.

تضرر البنوك الأمريكية
انخفض مؤشر البنوك الإقليمية KRE بما يزيد عن 12% يوم الاثنين، إلا أنه قد ارتفع بنسبة 4% تقريبًا في الساعات بعد السوق. وانخفض سهم بنك First Republic بنسبة 62%، إلا أنه قد ارتفع بنسبة 14% بعدها حيث يحاول المستثمرون معرفة ما إذا كان هناك بالفعل أي خطر بهروب المودعين. انخفض مؤشرKBW ناسداك بحوالي 12 ٪. كما تضررت البنوك الكبرى – تراجع سعر سهم ويلز فارجو بنسبة 7٪ ، وانخفض بنك أوف أمريكا بنسبة 6٪ ، وكان الضرر الذي لحق بكل من جي بي مورجان و GS أق، وإن كانا قد تراجعا أيضًا. المهم هنا هو أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد قدموا دعم بشكل فعال لكل الإيداعات، وبالتالي لا أرى مخاطر أخرى الآن باستثناء العقبات الخطيرة التي تواجه الأرباح حيث سترتفع تكلفة الودائع ومن المؤكد انه سيتم تشديد اللوائح التنظيمية.

التداعيات الدولية
قال " Yannis Stournaras" مشرعي السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي: "لا نرى تأثير من مشكلة SVB على البنوك الأوروبية أو اليوناني" على الأقل بشكل مباشر. كما قال البنك الياباني أن تعرض البنوك اليابانية للمشكلة SVB يعتبر تعرض محدود. على الرغم من ذلك، انخفضت أسعار أسهم البنوك الأوروبية والبنوك اليابانية بحدة. وتراجع سعر سهم "كريدي سويس" بنسبة 4% أخرى، حيث حدد نقاط الضعف الهامة في ضوابط التقرير المالي – ونادرًا ما تأتي المصائب فرادى. وكانت البنوك في لندن هي أكثرها تضررًا حيث انخفضت أسعار أسهمها مرة أخرى، مع انخفاض كل من HSBC و StanChart بما يزيد عن 1%.

هل يقطع الفيدرالي الفائدة؟
هل يقطع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماع مارس؟ اعادت الأسواق تقييم أسعار الفائدة النهائية بشكل كبير، عقب انهيار SVB ، والانهيار اللاحق للأسهم المالية. وكان الاقتصاديون في " Nomura" قد كتبوا يوم الاثنين: " كرد فعل للمخاطر الوشيكة التي تواجه الاستقرار المالي، نتوقع ان يقطع البنك الاحتياطي الفيدرالي الآن أسعار الفائدة". وطالب كل من بنك باركليز، وجولدمان ساكس، و NatWestالبنك الاحتياطي الفيدرالي بالتوقف عن رفع أسعار الفائدة. وحتى وإن توقف الفيدرالي عن رفع الفائدة، بدون حتى قطعها، فسوق تتدهور سمعته فيما يتعلق بمكافحته للتضخم. ويتوقع السوق بشكل متساوي ان يرفع الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس او أن يتوقف. وكنا قد شهدنا كيف ان البنك الأوروبي كان قادرًا على تنفيذ التحفيز الاقتصادي بشكل طارئ لمنع عدم الاستقرار المالية من تشتيت أهداف السياسة النقدية على المدى الأطول.
 
التضخم
سيكون هناك اعتماد كبير على بيانات التضخم اليوم من الولايات المتحدة الامريكية. ومن غير الواضح إذا ما سيتوقف البنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة ام لا- وعلى الرغم من ان هناك الكثير من الوسائل للتعامل مع التضخم، إلا ان الاستقرار المالي يكون فوق أي اعتبارات أخرى، حيث من الممكن ان يتوغل تأثيره على نطاق أوسع في الأسواق ثم في الشارع. من المتوقع ان يسجل مؤشر أسعار المستهلك ارتفاعًا بنسبة 0.4% على أساس شهري في فبراير، وهي قراءة أبطأ قليلاً من 0.5% في يناير، بينما من المتوقع ان يتراجع المعدل السنوي لقراءة التضخم إلى 6.0% من 6.4%. ومن المتوقع أن يسجل مؤشر أسعار المستهلك باستثناء الغذاء والطاقة ارتفاعًا بنسبة 0.4% على أساس شهري في فبراير، وهو ما يتوافق مع معدل شهر يناير، وأن يرتفع بنسبة 5.5% على أساس سنوي.