الأربعاء Oct 16 2024 06:26
1 دقيقة
شهد زوج اليورو مقابل الدولار انخفاضًا جديدًا في قيمته، حيث يُتوقع أن يتخذ البنك المركزي الأوروبي قرارًا بتخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على عمليات إعادة التمويل الرئيسية وتسهيلات الإيداع، مما يضغط على قيمة اليورو مقابل الدولار الأمريكي. في الوقت نفسه، يظل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بالقرب من أعلى مستوى له في شهرين، مما يعكس الدعم المستمر للعملة الأمريكية.
على الرغم من سلسلة الخسائر التي سجلها اليورو على مدار أربعة أيام متتالية، تمكن الزوج من الحفاظ على استقراره النسبي في نطاق تداول ضيق، حيث تم تداوله عند مستوى 1.0890 خلال الجلسة الآسيوية يوم الأربعاء. يُتوقع أن يشهد اليورو مزيدًا من الضغط الهبوطي، خاصةً مع التوقعات التي تشير إلى قرار متوقع من البنك المركزي الأوروبي بتخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقرر يوم الخميس.
من المنتظر أن يؤثر هذا القرار بشكل كبير على الأسواق المالية، حيث يعكس سياسة نقدية تيسيرية قد تساهم في خفض العائد على الأصول الأوروبية، مما يقلل من جاذبية اليورو مقارنة بالدولار الأمريكي.
تترقب الأسواق أيضًا إعلان بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الموحد (HICP) من منطقة اليورو، والمقرر صدوره يوم الخميس، وهو ما سيساعد على تحديد مستوى التضخم الحالي في المنطقة، وبالتالي تشكيل الأساس لتوجهات السياسة النقدية المستقبلية من قبل البنك المركزي الأوروبي. تعكس هذه البيانات الوضع الاقتصادي الحالي في منطقة اليورو وتعد مؤشرًا حاسمًا للمستثمرين لتحديد استراتيجياتهم المستقبلية.
تتزايد التوقعات بأن يلجأ البنك المركزي الأوروبي إلى تخفيض الفائدة على عمليات إعادة التمويل الرئيسية وكذلك على تسهيلات الإيداع، وهو ما من شأنه أن يعزز ضغط البيع على اليورو ويزيد من جاذبية الدولار الأمريكي، خصوصًا في ظل سياسة التيسير النقدي التي يعتمدها العديد من البنوك المركزية الكبرى حول العالم.
لا تقتصر متابعة الأسواق على البيانات الاقتصادية فقط، بل أيضًا على التصريحات المنتظرة من رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، خلال المؤتمر الصحفي المقرر بعد الاجتماع. من المحتمل أن تقدم كريستين لاغارد تفاصيل حول مسار السياسة النقدية المستقبلي، ومدى تأثير القرارات الحالية على الاقتصاد الأوروبي، مما سيشكل مؤشرًا رئيسيًا لاتجاهات السوق.
سيكون حديثها بمثابة إشارة مهمة للمستثمرين، حيث سينتظرون معرفة ما إذا كان هناك أي توجه نحو المزيد من التخفيضات في الفائدة أو ما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سيبقي على سياسته الحالية في مواجهة الضغوط التضخمية والاقتصادية.
على الجهة الأخرى من المحيط الأطلسي، يواصل الدولار الأمريكي الحفاظ على مكاسبه أمام العملات الكبرى، حيث ظل مؤشر الدولار (DXY) قريبًا من أعلى مستوى له في شهرين عند 103.35، الذي تم تسجيله يوم الاثنين. هذه المستويات تعكس بشكل رئيسي التوقعات بتثبيت أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بعد البيانات القوية التي أظهرتها أسواق العمل والتضخم في الولايات المتحدة، مما قلل من التوقعات بتيسير السياسة النقدية.
يبدو أن البيانات الاقتصادية الأخيرة قد أسهمت في تقليل احتمالات تخفيض الفائدة الكبيرة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما ساعد على تعزيز الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، بما في ذلك اليورو.
تتوقع الأسواق أن يستمر الاحتياطي الفيدرالي في اتباع سياسة حذرة في الفترة المقبلة، مع تخفيض متوقع بمقدار 125 نقطة أساس في الفائدة على مدار العام القادم. ووفقًا لأداة CME FedWatch، تشير التوقعات إلى أن هناك احتمالية تبلغ 94.1% لتخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر المقبل، دون التوقع بإجراء تخفيضات أكبر مثل تخفيض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.
في تصريحات أدلى بها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، يوم الثلاثاء، أشار إلى أنه يتوقع أن يتم إجراء تخفيض واحد فقط بمقدار 25 نقطة أساس على أسعار الفائدة هذا العام. وأكد أن هذا التوقع يتماشى مع التحليل الذي قدمه في الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي، حيث كانت التوقعات تشير إلى تخفيض إضافي بمقدار 50 نقطة أساس إلى جانب التخفيض الذي تم بالفعل في سبتمبر.
تتجه الأنظار إلى قرارات السياسة النقدية التي من المتوقع أن يصدرها البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الفترة القادمة، حيث سيؤثر كل قرار بشكل كبير على حركة زوج اليورو/الدولار والأسواق المالية بشكل عام.
مع ارتفاع احتمالات تخفيض الفائدة من البنك المركزي الأوروبي، من المتوقع أن يظل اليورو تحت الضغط، مما يتيح للدولار الأمريكي الاستمرار في التمسك بمكاسبه. وفي الوقت نفسه، تظل بيانات التضخم القادمة من منطقة اليورو وكلمات كريستين لاغارد بمثابة محركات رئيسية للأسواق في الأيام المقبلة، حيث ستعكس السياسة النقدية القادمة للبنك المركزي الأوروبي، وهي ما سيؤثر بشكل مباشر على حركة اليورو.
على الجهة الأخرى، استقرار الدولار الأمريكي واستمرار الاحتياطي الفيدرالي في سياسة حذرة سيعزز من موقعه أمام العملات الأخرى، مما يجعل الأسواق العالمية متفائلة بمستقبل العملة الأمريكية على المدى القصير.
يظل زوج اليورو/الدولار في دائرة الاهتمام الرئيسي للمستثمرين، مع تزايد الضغوط على اليورو في ظل التوقعات بتخفيض الفائدة من البنك المركزي الأوروبي. في المقابل، يستمر الدولار الأمريكي في الحفاظ على قوته بفضل البيانات الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة. سيظل السوق يترقب بشدة البيانات الاقتصادية القادمة والتصريحات الرسمية من قبل الجهات المعنية لتحديد الاتجاهات المستقبلية للعملات.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.