البنك الياباني يتراجع عن موقفه، والتضخم البريطاني لا ينخفض بالسرعة الكافية

البنك الياباني يتراجع عن موقفه، والتضخم البريطاني لا ينخفض بالسرعة الكافية

كان تداول الأسهم فاترًا في بداية تداولات الجلسة الأوروبية اليوم الأربعاء، حيث تترقب الأسواق الإعلان عن مبيعات التجزئة الأمريكية، وتصريحات عدد من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من الجلسة. ولم يطرأ تغير على حركة مؤشر FTSE 100 ، حيث يقاوم في الوقت الحالي أي إغراءات تدفعه لتسجيل أعلى مستوى جديد له، بالرغم من تلك الهمسات المتفائلة من دافوس عن النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي. وبعدها كان التداول متضاربًا في وول ستريت بعد القراءة الأسوأ من المتوقع التي سجلها تقرير أرباح "جولد ساش"، مما كان له تأثير سلبي على مؤشر داو جونز، بينما حقق مؤشر ناسداك ارتفاع بسيط. وفي المقابل، كان "مورجان ستانلي" من أفضل الأسهم أداءً في مؤشر ستاندرد آند بور 500 بعد الأداء القوي لقسم إدارة الثروات في المؤسسة. وانخفضت العوائد قليلاً مع تراجع عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 أعوام إلى ما دون 3.5%. ولم تتحرك أسعار الذهب كثيرًا وكانت تدور حول مستوى 1.919، وعانى الدولار الأمريكي من ضعف إضافي.

انخفاض الين الياباني مع تراجع البنك الياباني عن موقفه

لم يعلن البنك الياباني عن أي استراتيجية خروج، بل تمسك بسياسته النقدية الميسرة بشكل مبالغ فيه، حيث تراجع عن موقفه أمام السوق، متمسكًا بسياسة السيطرة على منحنى العوائد. وتمسك "كورودا" محافظ البنك الياباني المغادر بمقولته بأن توسيع نطاق سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 أعوام إلى 50 نقطة أساس على كلا الجانبين من الصفر كان يتعلق بمدى مرونة أداء السوق، كما أنه لا يبتعد عن سياسة البنك الحالية. وقد أطلقت نتيجة اجتماع البنك الياباني شرارة الانخفاض الحاد في عوائد السندات لأجل 10 سنوات لتصل إلى 0.368% من 0.523%، بينما انخفض الين الياباني بنسبة 2% تقريبًا مقابل الدولار الأمريكي، حيث ارتد الدولار الأمريكي/ الين الياباني للأعلى إلى ما فوق مستوى 131.50 من أدنى مستوى سجله يوم أمس عند 128.0. وارتفعت الأسهم في طوكيو/ مع ارتفاع مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 2.5%.

كان التجار يتوقعون إجراء تغيير محتمل في السياسة النقدية قبل خروج "كورودا" في أبريل القادم -بعد توليه لمنصب محافظ البنك الياباني لعشر أعوام – وذلك بعد ما اظهره البنك المركزي من استعداد لإجراء تغيير محتمل في شهر ديسمبر الماضي عندما قرر توسيع نطاق التداول لعوائد السندات لأجل 10 سنوات. هل يمتنع عن التغيير، أم يلجأ إلى نصف تغيير، أم يغير كليًا: في الحقيقة اختار البنك الياباني الامتناع عن التغيير، كما قرر الحفاظ على سعر الفائدة عند – 0.1%. وعلى أي حال، قرر البنك إجراء تغيير فيما يتعلق بقروضه إلى المؤسسات المالية، لتصبح معدلات متحررة بدلاً من كونها ثابتة "وذلك لتشجيع تكوّن منحنى عوائد يتوافق مع الإرشاد المستقبلي لعمليات السوق". كما رفع البنك الياباني من توقعاته المستقبلية تجاه التضخم لتصل إلى 3%.

الحقيقة أن عدم وضع استراتيجية خروج كفيلة بأن تجعل خليفة "كورودا" أمام تحدي أكبر. وأعتقد أنه من الأسهل الانسياق مع تدفقات السوق في هذه المرحلة. فالآن لدينا سوق يفكر في شيء واحد، وهو ما يجعل ما يقوله ويفعله البنك الياباني شيئَا مختلفًا في الوقت الحالي على الأقل. ويبدو أن استراتيجية الخروج ستكون هي الاستراتيجية التي سيتبعها خليفة "كورودا".

ارتفاع الإسترليني مع هدوء التضخم في بريطانيا

ارتفع الباوند البريطاني إلى أعلى مستويات جديدة ، حيث انخفض التضخم للشهر الثاني. ويظهر هذا من مؤشر أسعار المستهلك لشهر ديسمبر والذي انخفض إلى 10.5% من قراءة الشهر السابق عند 10.7%، ممتدًا في انخفاضه منذ أعلى مستوى سجله خلال 41 عامًا عند 11.1% الذي سجله في أكتوبر. وعلى الرغم ذلك لا يبدو أن الانخفاض بمعدل كافي من السرعة، مما يؤكد على ان البنك البريطاني سيرفع من سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في شهر فبراير. أما معدل التضخم باستثناء الغذاء والطاقة فقد ظل عند 6.3%. وقد كنا قد تحدثنا قبل ذلك عدة مرات في تحليلاتنا عن ذروة التضخم وعن احتمالية استمرار ارتفاع التضخم باستثناء الغذاء والطاقة. وأرى من وجهة نظري أن التضخم ربما يكون قد وصل بالفعل إلى الذروة، إلا أنه لن يتراجع بالسرعة التي ترغبها البنوك المركزية ويرغبها المستهلكون. وقد يؤكد على وجهة النظر هذه ارتفاع معدلات الأجور وضيق أوضاع سوق العمل.

هل يُبطأ البنك المركزي الأوروبي من رفع أسعار الفائدة؟

هل تتذكر لهجة "كريستين لاجارد" رئيس البنك المركزي الأوروبي التي كانت تميل الى تضييق السياسة النقدية في ديسمبر؟ قال البنك المركزي الأوروبي أن " أسعار الفائدة لا تزال بحاجة الى الرفع بشكل كبير وبمعدل ثابت لتصل الى مستويات صارمة بما يكفي لضمان عودة التضخم إلى هدفه متوسط الأجل عند 2% في الوقت المناسب". وكانت هذه خطوة تغيير من "التقدم المستمر" الذي تمت الإشارة إليه في بيان شهر أكتوبر. وذهبت "لاجارد" إلى ما هو أبعد من ذلك في المؤتمر الصحفي، حيث أشارت إلى احامالية رفع سعر الفائة بمقدار 100 نقطة أساس أخرى على الأقل بحلول شهر مارس. وتشير المصادر في الوقت الحالي الى تراجع مقدار الرفع المتوقع في أسعار الفائدة، لتصبح 50 نقطة أساس في فبراير و25 نقطة أساس فقط في مارس. قال "دي فيلوري" هذا الصباح أنه يوجد أخبار جيدة عن التضخم، حيث تراجعت تكاليف الطاقة، ولا يرى أن هناك دوامة بين الأسعار والأجور. وقد تكون هذه هي الحجة القديمة ولكن في حلتها الجديدة. ومن المقرر الإعلان اليوم عن القراءة النهائية لمؤشر أسعار المستهلك.

انخفاض مؤشر "امبير ستات"

انكمش معدل نشاط قطاع الأعمال بشكل حاد في ولاية نيويورك، وذلك وفقًا لمسح "امبير ستات" الصناعي لشهر يناير 2023. وانخفضت القراءة الأساسية لمؤشر الأوضاع العامة لرجال الأعمال إلى 22 نقطة ليصل الى -32.9، وهو ادنى مستوى منذ مايو 2020، وهو المستوى الذي بلغه وقت وصول الجائحة إلى ذروتها. وقال البنك الفيدرالي في نيويورك أن بند الشحنات والطلبات الجديدة سجل انخفاضًا في هذا المؤشر، في الوقت الذي توقف فيه معدل نمو التوظيف، وقل متوسط ساعات العمل الأسبوعية. وأضاف: تراجعت الضغوط التضخمية، حيث تباطأت أسعار التدخل بشكل ملحوظ، وارتفعت أسعار البيع بشكل معتدل أيضًا. هل يشير هذا المسح إلى التحول من الركود التضخمي إلى الركود الانكماشي؟ لا أعرف في الحقيقة ، حيث يشير البعض إلى أن الأمر قد يتعلق فقط بالديمقراطيين ولا يمثل مشكلة أكبر للاقتصاد الأمريكي.

قضايا تسلا ...

خرج إيلون ماسك عن صوابه، وذلك وفقًا لأحد المحلفين المحتملين في دعوى قضائية جماعية رفعها مستثمرو تسلا ضده بسبب تغريداته الشهيرة التي قادها التمويل في عام 2018. على أي حال ، يعتقد جزء من هيئة المحلفين أن ماسك متمسك باللحن الذي يلعبه. وعلى أي حال من المرتقب استمرار المحاكمة لفترة تتراوح ما بين أسبوع إلى عشرة أيام. وفي الوقت نفسه ، من المقرر سداد ديون كبيرة لتويتر ... وعلى الرغم من أنه من غير المفترض أن يكون الإفلاس خيارًا قابل للتطبيق، إلا أنه لا يمكن استبعاده. أغلقت أسهم تسلا اليوم على ارتفاع بنسبة 7 ٪ ، حتى مع خفض الأسعار قبل الإعلان عن تقرير الأرباح في 25 يناير.

يقول "برنشتاين" أن خفض الأسعار سيكون لها "تأثير كبير" على البيانات المالية للشركة ، بينما يشير "ويلز فارجو" إلى الضرر الذي قد يلحق بالشركات الأخرى في مجال السيارات الكهربائية – فهل نصل إلى حرب أسعار؟ كتب "كولين لانجان "من و"يلز": "قد يؤدي خفض أسعار منتجات تسلا يوم الجمعة إلى تصحيح الأسعار في قطاع صناعة السيارات الكهربائية ". وكان "بنك أوف أمريكا" قد قرر تخفيض سعره المستهدف لسهم تسلا من 135 دولارًا إلى 130 دولارًا. لكن خفضت Jefferies الهدف إلى 180 دولارًا من 350 دولارًا، ولكنها لا تزال من المشترين!

ارتفاع سعر النفط الخام

يستمر النفط في الارتفاع من خط الدعم الذي يمثل المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا – وكررت "جولدمان ساش" قولها بأن التوقعات المستقبلية الخاصة بالسلع هي الأقوى من بين أي أصول أخرى لعام 2023. وتقول أوبك إن تزايد معدلات الطلب في الشرق سيعوض ما طالته تلك المعدلات من تراجع في الغرب خلال هذا العام.