الخميس Nov 14 2024 08:50
1 دقيقة
ارتفعت أسعار البيتكوين مؤخرًا إلى أكثر من 93 ألف دولار، وذلك في خطوة لافتة عززها توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى الدعم المستمر من الرئيس المنتخب دونالد ترامب للعملات الرقمية. وقد أدت هذه العوامل إلى تحفيز الزخم في السوق، مما ساعد على دفع البيتكوين إلى مستويات قياسية.
شهدت العملة الرقمية الأشهر في العالم زيادة ملحوظة بنسبة 6% في السوق الأمريكي، مما دفعها إلى تسجيل أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 93,462 دولارًا. إلا أن البيتكوين لم تتمكن من الحفاظ على هذه الزيادة الكبيرة، حيث تراجعت قيمتها لتستقر عند 89,974 دولارًا، وذلك اعتبارًا من الساعة 10:28 صباحًا بتوقيت سنغافورة يوم الخميس. ويعكس هذا التذبذب الكبير تقلبات السوق المعتادة في عالم العملات المشفرة.
مما لا شك فيه أن المتداولين والمستثمرين في سوق العملات المشفرة يحاولون تحليل مدى تأثير الدعم المستمر من ترامب للعملات المشفرة على مسار البيتكوين. السؤال الذي يطرحه الجميع الآن: هل سيواصل هذا الزخم التصاعدي وصول البيتكوين إلى حاجز 100 ألف دولار؟ أم أن الارتفاع الحالي سيؤدي إلى موجة من جني الأرباح بعد زيادة بنسبة 33% في قيمتها منذ الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني؟
ويعتقد كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة بيبرستون، أن السوق قد يشهد تحولًا في الآراء قريبًا. وقال في مذكرة له: "من المنطقي أن نعتقد أننا سنشهد انعكاسًا في التوجهات في الفترة المقبلة. ومن المتوقع أن تزداد التدفقات في كلا الاتجاهين، ولكن على المدى القصير، يبقى الاتجاه الصعودي هو المسيطر. أتوقع أن يعود المشترون إلى السوق بعد عملية تصفية المراكز المكثفة، مما يفتح المجال لمراحل تداول أكثر استقرارًا".
في البداية، كان الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يتبنى وجهة نظر متشككة بشأن العملات المشفرة. لكن مع مرور الوقت، وتحديدًا خلال الحملة الانتخابية، شهد موقفه تحولًا كبيرًا بعد أن تلقت شركات الأصول الرقمية دعمًا ماليًا ضخمًا لدعم مصالحها. هذا التحول في وجهة نظر ترامب دفعه إلى تعهدات بتطوير سياسة تنظيمية مناسبة للعملات المشفرة في الولايات المتحدة، مع تقديم خطوات جادة لإنشاء مخزون استراتيجي من البيتكوين وجعل الولايات المتحدة مركزًا عالميًا لهذا القطاع المتنامي.
رغم الدعم الكبير الذي أظهره ترامب للعملات المشفرة، إلا أن هناك تساؤلات تثار حول مدى قابلية تنفيذ هذه الوعود في الواقع. قد يكون للرئيس المنتخب أولويات أخرى تتعلق بالسياسة الاقتصادية والمالية، مما قد يؤثر على سرعة تطبيق هذه المبادرات التنظيمية في قطاع العملات الرقمية. خاصة وأن ترامب وحزبه الجمهوري يسيطرون على جميع فروع الحكومة المنتخبة، ويُتوقع أن تكون القضايا الاقتصادية هي الأهم في أجندتهم في الفترة المقبلة.
إلى جانب الدعم السياسي، يساهم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشكل غير مباشر في تحفيز سوق البيتكوين من خلال سياساته النقدية التيسيرية، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة. تتوقع السوق أن يستمر الفيدرالي الأمريكي في تبني هذه السياسة، مما يعزز الطلب على الأصول الرقمية مثل البيتكوين باعتبارها ملاذًا آمنًا ضد التضخم وضعف العملة.
تستمر البيتكوين في تحقيق مستويات قياسية، في ظل دعم اقتصادي وسياسي ملحوظ. ولكن في الوقت نفسه، تواجه العملة الرقمية تحديات كبيرة بسبب التقلبات السوقية والمخاوف من جني الأرباح. وبينما تدعم السياسات النقدية المتبعة في الولايات المتحدة الاتجاه الصعودي للبيتكوين، يظل المشهد السياسي والاقتصادي في أمريكا عنصرًا حاسمًا في تحديد مستقبل العملات المشفرة.
في النهاية، يبقى السؤال حول قدرة البيتكوين على تخطي حاجز 100 ألف دولار مفتوحًا، ويعتمد ذلك على قدرة السوق على المحافظة على الزخم الحالي وسط تغيرات اقتصادية وعوامل تنظيمية قد تظهر في المستقبل القريب.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.