الجمعة Oct 18 2024 06:53
1 دقيقة
تواصل عملة البيتكوين (BTC)، التي تُعد أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية، جذب الأنظار في ظل التوقعات المتزايدة بإمكانية حدوث انفراجة صعودية كبيرة. وفقًا للتحليلات الأخيرة التي قدمها الخبير المالي ميلس دويتشر، تُشير المعطيات الحالية إلى أن بيتكوين قد تكون على وشك تحطيم القيود التي تقيد نموها، لتسجل ارتفاعًا قويًا في الأسعار في الفترة المقبلة، مدعومة بعوامل اقتصادية وسياسية وتقنية.
من المعروف أن شهر أكتوبر كان تاريخيًا أحد الأشهر التي تشهد فيها بيتكوين ارتفاعات قوية، ويبدو أن هذا الشهر الحالي يحمل فرصًا مماثلة. فخلال الأسبوع الماضي، ارتفع سعر بيتكوين بنسبة تزيد عن 13%، ليقترب من أعلى مستوى قياسي حققته العملة، الذي بلغ 73,700 دولار في مارس من هذا العام. هذا الارتفاع الكبير يُبشر بانفراجة صعودية قد تؤدي إلى تحطيم سقف الأسعار الحالي، في حال استمرت الاتجاهات الحالية.
وتعكس هذه الزيادة الأخيرة قوة أداء بيتكوين في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة، حيث تفاعل السوق بشكل إيجابي مع البيانات الاقتصادية والمالية التي تشير إلى زيادة السيولة العالمية، وانخفاض العرض، مما يوفر بيئة مناسبة لمزيد من النمو. إضافة إلى ذلك، يلاحظ الكثير من المحللين أن بيتكوين في مسارها الحالي تُظهر استقرارًا نسبيًا، مما يزيد من التفاؤل بخصوص المستقبل القريب.
من العوامل المهمة التي قد تُسهم في الدفع بأسعار بيتكوين إلى الأعلى، هو زيادة السيولة العالمية التي وصلت إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات. يشير دويتشر إلى أن هذه الزيادة في السيولة غالبًا ما تؤدي إلى تحفيز الطلب على الأصول ذات المخاطر المرتفعة مثل العملات الرقمية، وهو ما قد ينعكس إيجابيًا على سعر بيتكوين.
ومع استمرار النمو في السيولة العالمية، يُتوقع أن تزداد الاستثمارات في الأصول البديلة مثل العملات الرقمية، حيث يبدأ المستثمرون في البحث عن عوائد أعلى في ظل تراجع العوائد من الأصول التقليدية مثل الأسهم والسندات. يمكن القول إن بيتكوين، بفضل مكانتها كأصل رقمي ذات مخاطر محسوبة، تستفيد بشكل كبير من هذا التحول في توجهات الاستثمارات.
إضافة إلى السيولة المتزايدة، يُلاحظ أن المعروض من بيتكوين على منصات التداول قد وصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، وهو ما يثير القلق بشأن إمكانية حدوث نقص حاد في العرض. يشير هذا النقص في المعروض إلى أن عدد عملات بيتكوين المتاحة للتداول قد يصبح محدودًا في المستقبل القريب، وهو ما قد يعزز الضغط الصعودي على الأسعار.
يشير الخبراء إلى أن قلة المعروض من بيتكوين يمكن أن تؤدي إلى ما يُعرف بـ"انكماش العرض" (Supply Squeeze)، حيث لا يكون هناك ما يكفي من العملات المتاحة في السوق لتلبية الطلب المتزايد. في هذه الحالة، يمكن أن يرتفع سعر بيتكوين بشكل كبير، حيث يسعى المستثمرون إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من العملات في ظل هذا النقص الوشيك.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك عامل آخر يتعلق بالتخزين طويل الأجل لبيتكوين. العديد من حاملي العملات الكبيرة (HODLers) يميلون إلى الاحتفاظ بالعملة على المدى الطويل، مما يزيد من حجم العملة المتاحة على منصات التداول. وهذا يؤدي إلى تقلص السيولة المتاحة للبيع، مما يعزز من قدرة الأسعار على الارتفاع عندما يبدأ الطلب في النمو.
رغم الارتفاع الأخير في السعر، يظل العديد من المستثمرين الصغار على الهامش، وهو ما يظهر من خلال تصنيف بيتكوين الحالي على منصة كوينبيز، فضلاً عن انخفاض الاهتمام بالبحث عن العملة عبر محركات البحث مثل جوجل. هذا الانخفاض في اهتمام المستثمرين الأفراد قد يشير إلى أن السوق لم يشهد بعد دخولًا قويًا من هذا القطاع، مما يفتح المجال لاحتمالية حدوث طفرة سعرية إذا زادت الثقة في السوق.
يُلاحظ دويتشر أن هناك حالة من عدم اليقين بين الكثير من المتداولين، خاصةً بعد الفشل المتكرر لانفراجات صعودية سابقة، وهو ما أدى إلى تراجع الثقة في المستقبل القريب. ومع ذلك، يعتقد دويتشر أن هذا الجمود في الثقة قد يكون مؤشرًا على فرصة مثالية لتراكم الاستثمارات على المدى الطويل، حيث أن العديد من المستثمرين قد لا يكونون قد دخلوا السوق بعد.
علاوة على ذلك، يلعب الوضع الاقتصادي الكلي دورًا كبيرًا في دعم التوقعات الصعودية. ففي الوقت الذي بدأت فيه الأسواق التقليدية، مثل أسواق الأسهم، بالتعافي، غالبًا ما تتبع بيتكوين هذا التعافي. يشير دويتشر إلى أن هناك علاقة تاريخية بين أداء بيتكوين وسوق الأسهم الأمريكي، خاصة مؤشر S&P 500، حيث تتفاعل العملة الرقمية بشكل إيجابي مع التحركات الصعودية في الأسواق التقليدية.
الاقتصاد الأمريكي، الذي يعتبر من أكبر الاقتصاديات العالمية، يُشكل نقطة محورية في تحركات بيتكوين، خاصةً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. يُعتقد أن فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة قد يكون له تأثير إيجابي على سوق العملات الرقمية بشكل عام. ففي حال فاز ترامب، يُتوقع أن يُعزز من مكانة بيتكوين كأصل احتياطي، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد على أسعار العملة.
إضافة إلى ذلك، فإن التوجهات السياسية في الولايات المتحدة، بما في ذلك دعم السيناتور سينثيا لومييس للعملات المشفرة، تزيد من تفاؤل السوق حول مستقبل بيتكوين. ففي حال اعتماد سياسات مؤيدة للعملات الرقمية من قبل الحكومة الأمريكية، فإن ذلك قد يدفع بأسعار بيتكوين إلى مستويات جديدة لم نشهدها من قبل.
بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية والسياسية، يلعب الموسم أيضًا دورًا كبيرًا في تأثير حركة أسعار بيتكوين.
وفقًا لدويتشر، الفترة من أكتوبر إلى أبريل تُعتبر عمومًا موسمًا مزدهرًا للعملات الرقمية. حيث تُظهر البيانات التاريخية أن هذه الفترة تشهد عادةً ارتفاعات قوية في أسعار بيتكوين، وهو ما يدعم التوقعات بإمكانية حدوث انفجار صعودي في الأشهر المقبلة، خاصة إذا استمرت العوامل المحفزة مثل السيولة المرتفعة والعرض المحدود في التأثير على السوق.
من الناحية الفنية، تُظهر الرسوم البيانية أن بيتكوين تحتاج إلى اختراق مقاومة قوية حول مستوى 70,000 دولار لتحقيق زخم صعودي قوي. حاليًا، يتداول سعر بيتكوين عند مستوى 66,940 دولار، متراجعًا بنسبة 1.5% في إطار 24 ساعة، حيث واجهت العملة مقاومة قوية عند مستوى 68,000 دولار، ما حال دون وصولها إلى المستوى الأكثر تحديًا عند 70,000 دولار.
إلا أن دويتشر يعتقد أن هذه المقاومة ليست سوى مرحلة مؤقتة، وأن البيتكوين على أعتاب تسجيل مكاسب جديدة قد تدفع بها إلى أعلى مستوياتها. بناءً على التحليل الفني، إذا تمكنت بيتكوين من اختراق مستوى 70,000 دولار، فمن المتوقع أن تستمر في اتجاهها الصعودي، مستهدفة مستويات جديدة تتراوح بين 75,000 إلى 80,000 دولار.
في الختام، يتوقع دويتشر أن بيتكوين قد تشهد مرحلة من النمو الكبير في الفترة المقبلة، مدعومة بعوامل مثل السيولة العالمية المرتفعة، العرض المحدود، والتوجهات السياسية والاقتصادية. ورغم أن العملة الرقمية قد تواجه بعض التحديات على مستوى مقاومة الأسعار، إلا أن فرص الانفجار الصعودي لا تزال قوية، ما يجعل من بيتكوين فرصة استثمارية مثيرة في الأشهر القادمة.
تستمر بيتكوين في إثارة اهتمام المستثمرين والمحللين على حد سواء، ويظل السؤال الرئيسي: هل ستكون هذه المرة هي المرة التي يتجاوز فيها بيتكوين سقف 70,000 دولار، ليبدأ فصل جديد من المكاسب الكبيرة؟ الجواب في يد المستثمرين والمستجدات الاقتصادية المقبلة.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.