Live Chat

تراجع حاد في أسعار الذهب نتيجة لصعود الدولار الأمريكي


شهدت أسواق الذهب تراجعًا ملحوظًا في إغلاق تعاملات اليوم الاثنين، حيث انخفضت العقود الآجلة للذهب بأكبر وتيرة يومية في أكثر من ثلاث سنوات. هذا التراجع الكبير جاء على خلفية القوة التي شهدها الدولار الأمريكي، وتزايد التفاؤل في الأسواق بشأن التحولات الاقتصادية المحتملة تحت إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

تساهم هذه التوقعات في دفع الأسواق إلى التركيز على الأداء القوي للعملة الأمريكية، مما أثقل على المعدن الأصفر الذي يعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات التقلبات.

gold_drop_1200_format_jpg


تفاصيل تراجع العقود الآجلة للذهب


في نهاية تعاملات اليوم، تراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 2.9%، بما يعادل انخفاضًا قدره 77.1 دولار، ليصل سعر الأوقية إلى 2617.7 دولار أمريكي. وقد سجلت هذه القيمة المنخفضة أدنى مستوى منذ 19 سبتمبر الماضي. كما يعتبر هذا التراجع من أكبر الانخفاضات اليومية في الذهب من حيث النسبة المئوية والدولار منذ يونيو 2021.

ويرجع هذا الهبوط إلى التحولات الكبيرة في حركة الدولار الأمريكي والأسواق المالية العالمية، حيث يتفاعل الذهب بشكل مباشر مع التغيرات في قيمة العملة الأمريكية.


ارتفاع الدولار الأمريكي وتأثيره على أسواق الذهب


من العوامل الرئيسية التي أثرت على انخفاض الذهب هذا اليوم، كان الارتفاع الكبير في مؤشر الدولار الأمريكي. حيث ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى، بنسبة 0.50% ليصل إلى 105.53 نقطة. وفي وقت لاحق من الجلسة، بلغ المؤشر ذروته عند 105.71 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ بداية يوليو الماضي.

هذا الصعود الكبير في قيمة الدولار جاء نتيجة لزيادة التفاؤل في الأسواق حول استقرار الاقتصاد الأمريكي بعد الانتخابات الرئاسية، مما عزز من جاذبية الدولار أمام العملات الأخرى.


بما أن الذهب يُعتبر من الأصول التي تتحرك عكسيًا مع قوة الدولار، فإن أي صعود في العملة الأمريكية يؤدي عادةً إلى انخفاض أسعار الذهب.

لذلك، كانت هذه الزيادة في الدولار عاملًا رئيسيًا في دفع الذهب إلى الانخفاض، حيث يفضل المستثمرون في أوقات صعود الدولار التوجه إلى الأصول المقومة بالدولار الأمريكي مثل السندات الحكومية، مما يقلل من الطلب على الذهب.


تفاؤل المستثمرين بتوجهات سياسة ترامب الاقتصادية


تتزايد التوقعات بأن السياسة الاقتصادية التي ستتبعها إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، ستكون داعمة للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. يتوقع العديد من المحللين أن تساهم السياسات الاقتصادية مثل خفض الضرائب وزيادة الإنفاق الحكومي في تعزيز الاقتصاد الأمريكي.

هذا التفاؤل ينعكس إيجابًا على الدولار، حيث يتوقع المستثمرون أن يؤدي هذا التحفيز المالي إلى زيادة النشاط الاقتصادي وارتفاع معدلات النمو في الأشهر القادمة.


عندما يكتسب الاقتصاد الأمريكي قوة ويظهر تحسن في البيانات الاقتصادية، تتعزز توقعات رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. هذه السياسات من شأنها دعم الدولار بشكل أكبر، وفي نفس الوقت تُثقل على أسعار الذهب، الذي يُعتبر من الأصول التي لا تقدم عوائد نقدية مثل السندات أو الأسهم. لذا، يتراجع الطلب على الذهب في بيئة يسودها التفاؤل بشأن الاقتصاد والنمو.


كيف يتفاعل الذهب مع التوقعات المستقبلية لأسواق المال؟


من المتوقع أن يستمر الذهب في التذبذب بشكل كبير خلال الفترة القادمة، في ظل التغيرات المستمرة في سياسات الاقتصاد الأمريكي، سواء من حيث تحديد أسعار الفائدة أو حوافز النمو الاقتصادي التي قد يعلن عنها الرئيس ترامب. إذا استمر التفاؤل بشأن تحسن الاقتصاد الأمريكي، فقد يظل الذهب تحت ضغط في ظل تزايد قوة الدولار وتوقعات برفع الفائدة.


ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أن الذهب سيظل يستفيد من أي تراجع محتمل في الأسواق أو تقلبات اقتصادية غير متوقعة. فعلى الرغم من ضعف الذهب في بيئة ذات تفاؤل اقتصادي، يبقى المعدن الأصفر من الأصول التي يفضلها المستثمرون في أوقات التوترات الجيوسياسية أو الأزمات المالية. في حال حدوث أي صدمات اقتصادية مفاجئة أو تدهور في الوضع الاقتصادي العالمي، قد يعود المستثمرون إلى شراء الذهب كملاذ آمن، مما قد يدعم الأسعار مرة أخرى.


الخلاصة


بناءً على ما سبق، يتضح أن أسواق الذهب تشهد تراجعًا ملحوظًا في الوقت الحالي بسبب قوة الدولار الأمريكي والتفاؤل الكبير بشأن السياسات الاقتصادية القادمة في الولايات المتحدة.

من المتوقع أن تظل أسعار الذهب تحت ضغوط خلال المدى القريب، حيث يظل المستثمرون متفائلين بأن السياسات الاقتصادية لدونالد ترامب ستساهم في تعزيز الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، تبقى الأسواق مفتوحة لاحتمالات التذبذب في أسعار الذهب في حال حدوث أي تطورات اقتصادية أو سياسية غير متوقعة.


عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.


الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.

آخر الأخبار

الخميس, 19 كَانُون ٱلْأَوَّل 2024

Indices

كيف تؤثر المشاريع الكبرى لشركة إعمار العقارية على سعر السهم؟

الخميس, 19 كَانُون ٱلْأَوَّل 2024

Indices

الخميس, 19 كَانُون ٱلْأَوَّل 2024

Indices

سعر صرف الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه المصري: تحليل وتوقعات 2024

UK GDP

الخميس, 19 كَانُون ٱلْأَوَّل 2024

Indices

الأسبوع القادم:الأسبوع الكامل الأخبر لعام 2024 في الأسواق المالية

Live Chat