الثلاثاء Nov 12 2024 03:10
1 دقيقة
من المعروف أن النجاح في التداول يعتمد على القدرة على تحديد الاتجاهات المستقبلية للأسعار، وهو أمر يتطلب أدوات فعالة وبسيطة في نفس الوقت. أحد النماذج الفنية التي تبرز في هذا المجال هو نموذج العلم الصاعد.
هذا النموذج يتميز بقدرته على توفير إشارات واضحة للمتداولين حول استمرارية الاتجاه، مما يجعله أداة قوية في يد كل متداول يسعى لتحقيق أرباح مستدامة.
على الرغم من بساطته، يحمل نموذج العلم الصاعد الكثير من الدلائل حول حركة السعر المستقبلية، وهو ما يجعله واحدًا من أكثر النماذج شيوعًا بين المتداولين.
يتميز هذا النموذج بإمكانية اكتشافه بسهولة على الرسوم البيانية، كما أنه يعكس بيئة سوقية صحية تتمثل في توازن العرض والطلب لصالح المشترين. في هذا المقال، سنتعرف على تفاصيل هذا النموذج وكيفية الاستفادة منه في التداول.
نموذج العلم الصاعد هو نموذج فني يُعتبر من أهم النماذج الاستمرارية في التحليل الفني، ويظهر عادة في أسواق الأسهم أو الفوركس عندما يكون هناك اتجاه صاعد للسعر. يشير هذا النموذج إلى احتمالية كبيرة لاستمرار الاتجاه الصاعد بعد حدوث اختراق واضح للحد العلوي للقناة التي تحصر حركة السعر.
يتكون نموذج العلم الصاعد من جزئين أساسيين: الأول هو الحركة الصاعدة القوية، والثاني هو المرحلة التصحيحية العرضية التي يتوقف فيها السعر مؤقتًا قبل استئناف الحركة الصعودية.
يمتاز هذا النموذج بظهوره على جميع الأطر الزمنية، بدءًا من الإطارات الصغيرة مثل الدقيقة وحتى الإطارات الكبيرة مثل الأسبوع والشهر. هذا يجعله أداة تداول متعددة الاستخدامات يمكن تطبيقها في معظم الأسواق.
ظهور النموذج بعد حركة صاعدة قوية: يعد هذا أحد السمات المميزة لهذا النموذج. حيث يبدأ بشكل قوي وسريع عندما يتحرك السعر في الاتجاه الصاعد ليحقق قمة جديدة قبل أن يواجه تصحيحًا قصيرًا.
المرحلة التصحيحية:
بعد الحركة الصاعدة القوية، يحدث تصحيح عرضي للسعر داخل نطاق ضيق مائل إلى الأسفل، مما يعني أن السعر يتحرك بشكل مائل في قناة سعرية هبوطية.
تكون هذه المرحلة بمثابة تجميع أو توازن بين العرض والطلب في السوق، حيث يتخذ المتداولون قراراتهم بشأن استكمال الاتجاه الصاعد.
الاختراق:
أحد العناصر الأساسية لنموذج العلم الصاعد هو الاختراق، وهو ما يحدث عندما يخترق السعر الخط العلوي للقناة السعرية المائلة نحو الأسفل.
بعد هذا الاختراق، من المتوقع أن يستأنف السعر مساره الصاعد، ما يقدم للمتداول فرصة للشراء مع وجود احتمالية كبيرة لاستمرار الاتجاه.
لتحديد هذا النموذج على الرسوم البيانية، يجب أن تلتفت إلى بعض النقاط الرئيسية التي تميز هذا النموذج، وهذه هي الخطوات التي يمكن اتباعها:
البحث عن اتجاه صاعد قوي:
قبل أن يظهر نموذج العلم الصاعد، يجب أن يكون قد سبق ذلك حركة صعودية قوية للسعر، وهو ما يعني أن السوق في اتجاه صاعد.
في هذه المرحلة، نشهد ارتفاعات متتالية في القمم والقيعان، مما يعكس رغبة المشترين في دفع الأسعار إلى الأعلى.
التصحيح العرضي:
بعد الحركة الصاعدة، يبدأ السعر في التذبذب داخل نطاق ضيق، مائل إلى الأسفل، وهو ما يُشبه حركة العلم التقليدي. يمكن أن يتم تحديد هذا التصحيح من خلال رسم خطي دعم ومقاومة يحددان هذا النطاق.
الاختراق:
عندما يتحرك السعر خارج النطاق التصحيحي إلى الأعلى، ويخترق الخط العلوي للقناة السعرية، يعتبر ذلك إشارة قوية لاستمرار الاتجاه الصاعد.
في هذه النقطة، يمكن للمتداول أن يدخل السوق مع احتمالية عالية لاستمرار الاتجاه الصاعد.
عند التداول باستخدام نموذج العلم الصاعد، يتمكن المتداولون من تحديد فرص دخول دقيقة تعكس استمرارية الاتجاه. إليك خطوات تداول عملية باستخدام هذا النموذج:
نقطة الدخول:
بمجرد أن يتم تحديد نموذج العلم الصاعد، يتم انتظار اختراق السعر للحد العلوي للقناة. هذه هي النقطة المثلى للدخول في صفقة شراء، حيث تكون الاحتمالات قوية أن السعر سيواصل اتجاهه الصاعد.
إعداد الأوامر:
وقف الخسارة: يمكن وضع أمر وقف الخسارة أسفل الحد السفلي للقناة السعرية، حيث يضمن ذلك الحد من الخسائر في حال عكس السعر اتجاهه.
أوامر جني الأرباح: يُمكن تحديد أهداف جني الأرباح بناءً على المسافة بين الحد العلوي والسفلي للقناة السعرية، حيث يُتوقع أن يتحرك السعر بمقدار مماثل بعد اختراق القناة.
إدارة الصفقة:
بعد الدخول في الصفقة، من المهم متابعة حركة السعر وتعديل أوامر وقف الخسارة أو جني الأرباح بناءً على التطورات الجديدة في السوق. يمكن أن يساعدك استخدام مؤشرات إضافية، مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) أو مؤشر الماكد (MACD)، في تأكيد الاتجاه وتحسين توقيت الدخول والخروج.
كما هو الحال مع جميع استراتيجيات التداول، يعد التحليل النفسي عاملاً رئيسياً في النجاح باستخدام نموذج العلم الصاعد. يجب على المتداولين أن يكونوا مستعدين عقليًا للالتزام بالإستراتيجية وعدم الانجراف وراء التقلبات اليومية للسوق. الصبر والانضباط هما مفتاحا النجاح في استخدام هذا النموذج.
يُعد نموذج العلم الصاعد من أبسط وأقوى النماذج الفنية في التحليل الفني، ويمثل أداة مثالية للمتداولين الذين يسعون للاستفادة من الاتجاهات الصاعدة في الأسواق.
من خلال فهم كيفية تحديد هذا النموذج وتداول الاختراقات الناتجة عنه، يمكن للمتداولين تحسين نتائجهم وتقليل المخاطر بشكل كبير. كما أن البساطة التي يتميز بها النموذج تجعله مناسبًا للمبتدئين والمحترفين على حد سواء.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.