سلبيات المتوسطات المتحركة

المتوسطات المتحركة هي أداة شائعة من أدوات التحليل فني يستخدمها المتداولون والمستثمرون لتحليل اتجاهات السوق واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة. يرجع انتشار استخدامها إلى بساطتها وقدرتها على التخلص من تأثيرات تقلبات الأسعار.

في هذه المقالة، سوف نتعمق في عالم المتوسطات المتحركة، حيث نناقش أنواعها وإيجابياتها وسلبياتها والأخطاء الشائعة التي يقع فيها البعض، بالإضافة إلى استراتيجيات تحسين حساباتها.

بناءً على ما ستقرأه في هذه المقالة، ستكون لديك معرفة شاملة بالمتوسطات المتحركة وستكون أكثر قدرة على استخدامها بشكل فعال في تحليلك.

فهم أنواع المتوسطات المتحركة

هناك العديد من مختلف أنواع المتوسطات المتحركة، ولكل منها خصائصها وتطبيقاتها الخاصة. ومن أكثرها شيوعًا كل من المتوسط المتحرك البسيط (SMA) والمتوسط المتحرك الأسي (EMA).

يعتبر المتوسط المتحرك البسيط من أبسط أشكال المتوسطات المتحركة، حيث يتم حسابه عن طريق جمع عدد معين من أسعار الإغلاق وقسمتها على عدد الفترات الزمنية المحددة. يمنح هذا المتوسط وزنًا متساويًا لجميع نقاط الأسعار ضمن الإطار الزمني المحدد.

من ناحية أخرى، يعطي المتوسط المتحرك الأسي وزناً أكبر للأسعار الحديثة، مما يجعله أكثر استجابة لتغيرات الأسعار. يتخلص هذا المتوسط من التقلبات التي تظهر على قيمة المتوسط المتحرك الأسي السابقة والسعر الحالي، مع تقليل وزن نقاط الأسعار القديمة تدريجيًا. وهو ما يجعل المتوسط المتحرك الأسي أكثر ملاءمة للتحليل قصير الأجل.

إيجابيات وسلبيات استخدام المتوسطات المتحركة

لاستخدام المتوسطات المتحركة العديد من الفوائد في التحليل الفني، حيث تساعد على تحديد الاتجاهات ومستويات الدعم والمقاومة ونقاط الدخول والخروج المحتملة.

عن طريق التخلص من تقلبات بيانات الأسعار، تزيل المتوسطات المتحركة الضوضاء قصيرة المدى وتقدم صورة أوضح للاتجاه الأساسي. علاوة على ذلك، فإنه من السهل حسابها كما أنها تتوفر على معظم منصات التداول.

ومع ذلك، هناك بعض العيوب للمؤشرات المتحركة، حيث تعتبر مؤشرات متأخرة، مما يعني أنها تستند إلى الأسعار الماضية وقد لا تعكس بدقة ظروف السوق الحالية.

بالإضافة إلى ذلك، قد تقدم المتوسطات المتحركة إشارات خاطئة خلال فترات تقلب السوق أو خلال فترات تماسك الأسعار في نطاقات سعرية محددة. لذلك، من الضروري استخدام المتوسطات المتحركة إلى جانب مؤشرات أخرى لتأكيد ما تقدمه من إشارات ولتجنب الإشارات الخاطئة.

الأخطاء الشائعة عند استخدام المتوسطات المتحركة

في حين أن المتوسطات المتحركة قد تكون أداة قيّمة، إلا أن هناك العديد من الأخطاء الشائعة التي يجب على المتداولين والمستثمرين الانتباه لها.

من أكثر الأخطاء أهمية هو فخ التقاطع (Crossover Trap). يحدث هذا عندما يتجاوز المتوسط المتحرك قصير المدى المتوسط المتحرك طويل المدى صعودًا أو هبوطًا، مما يشير إلى احتمال تغير في الاتجاه السعري. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي عمليات التقاطع الخاطئة إلى إتخاذ قرارات تداول سيئة تؤدي إلى تكبد الخسائر.

ومن بين الأخطاء الشائعة الأخرى الاعتماد على متوسط متحرك واحد، حيث قد يحدّ استخدام متوسط متحرك واحد يمكن من فعالية تحليلك. لذلك، من الضروري النظر في عدة متحركات بفترات زمنية مختلفة للحصول على رؤية أكثر شمولاً للسوق.

علاوة على ذلك، يمكن أن تكون المتوسطات المتحركة مضللة في الأسواق ذات الاتجاه الصاعد أو الهابط مع فجوات سعرية كبيرة أو ارتفاعات مفاجئة في الأسعار. يمكن لهذه القيم المتطرفة أن تشوه حساب المتوسط المتحرك وتولِّد إشارات مضللة.

لذلك، من الضروري مراعاة السياق العام للسوق واستخدام المتوسطات المتحركة إلى جانب مؤشرات فنية أخرى لتجنب الوقوع في هذه الأخطاء.

التغلب على تحديات المتوسطات المتحركة

في حين أن هناك تحديات مرتبطة باستخدام المتوسطات المتحركة، إلا أنه يمكن التغلب عليها من خلال التخطيط والتحليل السليمين. على سبيل المثال، إحدى طرق التخفيف من فخ التقاطع هي استخدام مؤشر تأكيد.

وباستخدام تأكيد إضافي، مثل كسر مستوى دعم أو مقاومة مهم، يمكن للمتداولين تجنب الإشارات الخادعة وزيادة احتمالية تحقيق النجاح في صفقات التداول.

هناك نهج آخر وهو استخدام العديد من المتوسطات المتحركة ذات الأطوال المختلفة. تتضمن هذه التقنية، المعروفة باسم استراتيجية تقاطع المتوسط المتحرك، استخدام متوسطات متحركة قصيرة الأجل وطويلة الأجل معًا.

عندما يتجاوز المتوسط المتحرك قصير الأجل المتوسط المتحرك طويل الأجل بالاتجاه العلوي، فهذا يشير إلى اتجاه صعودي محتمل، بينما يشير التقاطع السفلي إلى اتجاه هبوطي محتمل. تساعد هذه الاستراتيجية في تصفية الإشارات الخادعة وتحسين دقة قرارات التداول.

استراتيجيات لتحسين حسابات المتوسط المتحرك

لتحسين حسابات المتوسط المتحرك، هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها. ومنها تجربة أطر زمنية مختلفة ومراقبة كيفية تفاعل المتوسط المتحرك مع تغييرات الأسعار. ومن خلال ضبط فترة المتوسط المتحرك، يمكنك إيجاد التوازن الأمثل بين الاستجابة وتقليل الضوضاء.

هناك استراتيجية أخرى تتمثل في الجمع بين المتوسطات المتحركة ومؤشرات فنية أخرى، مثل المذبذبات أو المؤشرات القائمة على الحجم. يمكن أن يوفر هذا تأكيدًا إضافيًا ويعزز من دقة تحليلك.

على سبيل المثال، يمكن أن يساعد الجمع بين المتوسطات المتحركة ومؤشر القوة النسبية (RSI) في تحديد أوضاع ذروة الشراء أو ذروة البيع في السوق وتحديد نقاط الانعكاس المحتملة.

علاوة على ذلك، من الضروري مراجعة حسابات المتوسط المتحرك وتحديثها بانتظام مع تغير ظروف السوق. من خلال الحفاظ على التكيف وضبط متوسطاتك المتحركة لتعكس حركة السعر الحالية، يمكنك ضمان فعاليتها في تحليلك.

دراسات الحالة: أمثلة واقعية على المتوسطات المتحركة التي عملت بشكل خاطئ

لتوضيح المخاطر المحتملة لاستخدام المتوسطات المتحركة، دعونا نستكشف بعض دراسات الحالة الواقعية. في الحالة الأولى، اعتمد المتداول فقط على متوسط متحرك واحد لتحديد نقاط الدخول والخروج.

لسوء الحظ، فشل المتوسط المتحرك في التقاط انعكاس السوق بشكل سريع، مما أدى إلى خسائر كبيرة. وهذا يبرز أهمية استخدام العديد من المؤشرات الفنية والنظر في سياق السوق العام.

في حالة أخرى، وقع المتداول في مصيدة التقاطع باتباع الإشارات الناتجة عن تقاطعات المتوسط المتحرك بشكل أعمى. ومع ذلك، أثبتت هذه التقاطعات أنها إشارات خاطئة، مما أدى إلى تعرضه إلى سلسلة من الصفقات الخاسرة. تؤكد هذه الحالة على الحاجة إلى تأكيد إضافي، والحذر عند الاعتماد على تقاطعات المتوسط المتحرك بمفردها.

مؤشرات بديلة للنظر فيها إلى جانب المتوسطات المتحركة

في حين أن المتوسطات المتحركة هي أداة قيمة، فمن الضروري النظر في المؤشرات البديلة لاستكمال تحليلك.

يعتبر النطاق الحقيقي المتوسط (ATR) من بين هذه المؤشرات، حيث يقيس تقلب السوق ويمكن أن يساعد في تحديد مستويات وقف الخسارة المناسبة. من خلال دمج مؤشر ATR مع المتوسطات المتحركة، يمكن للمتداولين إدارة المخاطر بشكل أفضل وتجنب الخسائر المحتملة وغير المرغوب فيها.

ويعتبر مؤشر الماكد أو ما يُسمَى بمؤشر التباعد والتقارب للمتوسط المتحرك (MACD) من بين هذه المؤشرات الأخرى. يجمع مؤشر الماكد بين المتوسطات المتحركة و الرسم البياني العمودي، مما يمثل العلاقة بين متوسطين متحركين. يمكن أن يساعد هذا المؤشر في تحديد انعكاسات الاتجاه المحتملة وتوليد إشارات شراء أو بيع.

أفضل التطبيقات لاستخدام المتوسطات المتحركة بفعالية

لاستغلال قوة المتوسطات المتحركة بشكل فعال، من الضروري الالتزام بأفضل الممارسات القليلة. أولاً، تجنب استخدام المتوسطات المتحركة بشكل منفصل. بدلاً من ذلك، قم بدمجها مع مؤشرات أخرى للتحقق من صحة الإشارات وزيادة دقة تحليلك.

ثانياً، ضع في اعتبارك سياق السوق العام عند تفسير إشارات المتوسط المتحرك. تكون المتوسطات المتحركة أكثر موثوقية في الأسواق المتجهة ذات الاتجاه السعري الواضح، لذلك من الضروري تحديد ظروف السوق السائدة قبل اتخاذ قرارات التداول.

أخيرًا، قم بمراجعة حسابات المتوسط المتحرك وتحسينها بانتظام بناءً على ظروف السوق المتغيرة. من خلال الحفاظ على التكيف وضبط معاييرك، يمكنك ضمان استمرارية فعالية المتوسطات المتحركة في تحليلك.

خلاصة

المتوسطات المتحركة هي أداة متعددة الاستخدامات يمكن أن توفر رؤى قيمة حول اتجاهات السوق وفرص التداول المحتملة. ومع ذلك، من الضروري تجنب الوقوع في الأخطاء المرتبطة بالمتوسطات المتحركة لتجنب الأخطاء المكلفة.

من خلال فهم أنواع مختلفة من المتوسطات المتحركة وإيجابياتها وسلبياتها والعيوب الشائعة المرتبطة بها، يمكنك تحسين حساباتها وتعزيز دقة تحليلك.

تذكر أن المتوسطات المتحركة ليست سوى جزء واحد من اللغز. ولاتخاذ قرارات تداول مستنيرة، من المهم النظر في مؤشرات متعددة وسياق السوق وإشارات التأكيد الإضافية.

من خلال إتقان فن استخدام المتوسطات المتحركة جنبًا إلى جنب مع تقنيات التحليل الأخرى، يمكنك اكتساب ميزة تنافسية في السوق وتحسين أداء التداول العام لديك.

لذا، ابدأ في استكشاف عالم المتوسطات المتحركة، وجرب استراتيجيات مختلفة، واصقل نهجك لاستكشاف إمكاناتها الكاملة.

هل أنت مستعد للتداول مع markets.com؟ إنشاء حساب أمر سهل!

عند التفكير في "العقود مقابل الفروقات" (CFDs) للتداول وتوقعات الأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على مخاطر كبيرة ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال. الأداء السابق ليس مؤشرا على أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا يجب اعتبارها نصيحة استثمارية.