الثلاثاء Jan 16 2024 07:00
2 دقيقة
في هذا الدليل، سوف نتعمق في كيفية تداول السلع. فقد يكون تداول السلع بطريقة عقود الفروقات وسيلة لتحقيق ربحًا محتملاً في الأسواق المالية، لذلك من المفيد لك فهمها.
سنطرح أولاً بعضًا من المعلومات الأساسية:
ما هي السلع؟
السلع ببساطة سلع يوم، فالقمح سلعة، وكذلك الغاز الذي تستخدمه لتدفئة منزلك، والنحاس الذي يشكل جزءًا من كابلات الإنترنت.
ومن الممكن تداول السلع لأنها عرضة لتقلبات الأسعار مثل أي أصل مالي آخر.
تشمل السلع الأكثر تداولًا:
ولكن من الناحية النظرية، يمكن تداول أي سلعة تقريبًا إذا اعتقد المتداولون أنه يمكنهم تحقيق ربح منها.
وهذا يعني أنه إذا كانت الأسهم تتراجع، فقد ترتفع السلع، مما قد يساعدك على تعويض بعض المخاطر. وعلى الرغم من أن هذا بالطبع تفسير مبسط، إلا تنويع الاستثمارات موضوع معقد في عالم الأسواق المالية!
وتُعرف هذه البيئة الفريدة باسم "الدورة الفائقة للسلعة. وتعتبر هذه "الدورات الفائقة" نادرة نسبيًا، إلا أنها قد تكون مربحة للمتداولين الذين يعرفون كيفية الاستفادة منها.
على سبيل المثال، شهدنا خلال العامين الماضيين فقط أسعار السلع وهي تسجل أعلى المستويات وأدناها، نتيجةً لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى حرب أوكرانيا.
الآن، لننتقل إلى عقود الفروقات على السلع
هناك 3 فوائد رئيسية لاستخدام عقود الفروقات:
CFDs هي اختصار لـ "عقود الفروقات" وهي عقد قانوني يتم إبرامه بين طرفين، عادة ما يتم وصفهما بـ "المشتري" و "البائع".
وينص هذا العقد على أن يدفع المشتري للبائع الفرق بين القيمة الحالية للأصل وقت فتح العقد وقيمته وقت إغلاقه.
على سبيل المثال، إذا فتح المتداول عقدًا على الذهب عند سعر 2000 دولار، وارتفع إلى 2200 دولار، ثم أغلق العقد، فإن الفرق هو 200 دولار.
وحينها سيكون هذا هو مقدار الربح (بافتراض أنه قد دخل صفقة شراء طويلة الأجل).
يعتمد حجم التداول الإجمالي الخاص بهذا المتداول على عدد العقود التي يفتحها في المرة الواحدة. و يتم تحديد سعر كل عقد بسعر "اللوت" لهذا الأصل.
كل أصل مالي فردي له لوت فريد:
لذلك، يتم تسعير كل عقد يفتحه المتداول بنفس سعر اللوت الواحد.
وعلى الرغم من أن هذا يبدو معقدًا، إلا أن الأمر سيكون أسهل إلى حد ما بمجرد أن تفهمه.
كيف تعمل عقود الفروقات؟
وعلى الرغم من أن حركة السعر التي استخدمناها في هذا المثال تبدو كبيرة، إلا أن مثالاً واضحًا لكيفية عمل عقود الفروقات على أي صفقة (وليس السلع فقط).
يستخدم متداولي عقود الفروقات في الغالب الرافعة المالية، وبالتالي من المهم فهم كيفية عمل الرافعة المالية.
تعني الرافعة المالية اقتراض المال من وسيط عقود الفروقات، ليتمكن المتداول من الدخول في صفقات أكبر، بدون الحاجة إلى دفع كل المبلغ الذي يحتاجه للتداول في البداية.
وهنا سنعود إلى مثال الذهب
لنفترض أنك أردت فتح 25 عقد بدلاً من 5 عقود.
هذا يعني أن إجمالي حجم التداول يبلغ 49,700$ ($1,988 x 25.)
هذه صفقة كبيرة تمامًا.
ولكن إن استخدم الرافعة المالية، يمكنك فتح هذه الصفقة بدون الحاجة إلى توفير مبلغ 49,700$ مقدمًا.
ويعتمد مقدار الرافعة المالية التي يمكنك استخدامها على الوسيط، ولكن سنفترض في هذا المثال أنك ستستخدم رافعة مالية قدرها 1:40.
لمعرفة مقدار رأس المال الذي عليك توفيره مقدمًا، فإنك تقسم الحجم الإجمالي للصفقة (49700$) على الرقم الثاني الأكبر في رقم الرافعة المالية (وهو 40 هنا).
لذلك، سيكون رأس المال الخاص بك هو 49700 دولار مقسومًا على 40.
في هذه الحالة، ستحتاج بالتالي إلى توفير $1,242.50 دولارًا في رأس المال مقدمًا لوضع هذه الصفقة. (بالإضافة إلى الهامش.)
النقطة الأساسية التي عليك فهمها حول استخدام الرافعة المالية في عقود الفروقات (CFDs) هي أن استخدام الرافعة يعني أن يتم حساب أرباحك وخسائرك وفقًا لحجم العقد، وليس على المبلغ الفعلي الذي استثمرته.
وبالتالي، يتم حساب أرباحك وخسائرك في هذه الحالة على أساس مبلغ $49,700 ، وليس $1,242.50.
لنفترض أنك حققت نفس الربح المذكور سابقًا، وهو 112 دولارًا على كل عقد.
هذا يعني ان إجمالي ربحك هو $2,800 إذا كان لديك 25 عقد ($112 x 25).
ونظرًا لأن مبلغ استثمارك الفعلي هو $1,242.50 فقط من رأس مالك الحقيقي، فهذا يعني أنك قد ضاعفت أموالك أكثر من مرة في الصفقة خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا.
وبالتالي فإن هذه الإمكانية هي أحد الأسباب الأساسية التي تجعل الرافعة المالية ذات شعبية كبيرة بين المتداولين.
ولكن من المهم أن تفهم أن نفس المبدأ ينطبق على الخسائر في الوقت ذاته.
أي أنك إن كنت قد خسرت 112 دولارًا على كل عقد، وبلغ إجمالي خسارتك $2,800، ستكون خسارتك أكبر من ضعف المال الذي استثمرته في البداية!
وهذا هو السبب الذي يجعل من الرافعة المالية استراتيجية عالية المخاطر.
على عكس صفقات الأسهم التقليدية، الذي يكون فيها أقصى مبلغ يمكن أن تخسره هو رأس المال الذي دخلت به في البداية للاستثمار، يكون استخدام الرافعة المالية في عقود الفروقات سببًا محتملاً لتكبدك المزيد من الخسارة، وكلما زاد معدل الرافعة المالية التي تستخدمها، كلما تضخمت هذه الخسائر.
لهذا السبب، كما هو الحال مع جميع انواع التداول الاخرى، يجب عليك ألا تتداول أبدًا بأموال لا يمكنك تحمل خسارتها.
يمكن للسلع أن تلعب دورًا رئيسيًا في المحفظة الاستثمارية لأي متداول، وذلك إن كنت على استعداد للتعامل مع التقلبات السعرية المحتملة وإمكانية تأثر صفقاتك بالأحداث الخارجية.
يمكن أن تكون عقود الفروقات طريقة فعالة لشراء وبيع السلع، إذا كنت لا ترغب في امتلاك الأصول الأساسية، وتخطط لدخول في صفقات بيع وشراء باستخدام الرافعة.
ولكن إن كنت تحرص على إتباع الشروط الإسلامية في التداول فعليك مراجعة الحكم الشرعي لاستخدام هذا النوع من العقود.
كما هو الحال دائمًا، تأكد من فهمك التام لنوعية ودرجة المخاطر التي قد تتعرض لها عند استخدام هذا النوع من التداول، وذلك قبل إجراء أي صفقة.
وكن حريصًا أشد الحرص على عدم استخدام أموال لا يمكنك تحمل خسارتها.