Markets.com Logo

نظرة على سوق الأسهم في سبتمبر: تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة من قبل الاحتياطي الفيدرالي تثير حالة من عدم اليقين

5 min read

هل يتبع سوق الأسهم نمط سبتمبر التاريخي هذا العام؟

لطالما كان شهر سبتمبر بمثابة شهر مليء بالتحديات لسوق الأسهم الأمريكية. يُعرف هذا الشهر تاريخياً بضعف الأداء الموسمي، بالإضافة إلى ارتفاع محتمل في التقلبات بعد فترة الهدوء التي تشهدها أحجام التداول المنخفضة خلال فصل الصيف. مع اقتراب صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الهام، واحتمال شروع بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، تتزايد حالة عدم اليقين المحيطة بالاقتصاد الكلي. تُظهر بيانات Dow Jones Market Data أنه منذ عام 1897، بلغ متوسط انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي (DJI) في شهر سبتمبر 1.1%، حيث حقق المؤشر مكاسب في 42.2% فقط من السنوات. وبالمثل، يُعتبر شهر سبتمبر الأسوأ أداءً على مدار العام بالنسبة لمؤشر S&P 500 (SPX) ومؤشر ناسداك (COMP) الذي يغلب عليه أسهم التكنولوجيا. حيث بلغ متوسط خسائر كلا المؤشرين 1.1% و0.9% على التوالي. ومنذ عام 1928، سجل مؤشر S&P 500 مكاسب في شهر سبتمبر بنسبة 44.9% فقط. أما مؤشر ناسداك، فقد حقق أداءً إيجابياً في شهر سبتمبر بنسبة 51.9% منذ عام 1971. صرح آدم تيرنكويست، كبير الاستراتيجيين الفنيين في LPL Financial، قائلاً: "عادة ما تشهد الأسواق المالية تحولاً في شهر سبتمبر – حيث تنتهي أحجام التداول المنخفضة والتقلبات المحدودة التي تميز فصل الصيف، وتبدأ مرحلة تاريخية مرتبطة بضعف الأداء الموسمي وزيادة عدم استقرار السوق".

تقييم الاتجاهات الموسمية في سياق السوق الحالي

من الضروري تحليل الاتجاهات الموسمية في ضوء ظروف السوق الحالية، لأن هذه الاتجاهات تعكس فقط المزاج العام للسوق، وليس الصورة الحالية في وول ستريت. وهذا يعني أن أداء سوق الأسهم في شهر سبتمبر قد لا يتبع بالضرورة الأنماط الموسمية. تظهر البيانات التاريخية أيضاً أنه إذا كان سوق الأسهم في اتجاه صعودي قبل بداية شهر سبتمبر، فإن الضعف الموسمي عادة ما يقل خلال شهر سبتمبر. وبعبارة أخرى، طالما حافظ سوق الأسهم على قوته في شهر أغسطس، فإن شهر سبتمبر لن يكون مدعاة للقلق. وقد أظهر سوق الأسهم الأمريكية أداءً قوياً في شهر أغسطس: حيث شهدت القطاعات الحساسة للاقتصاد انتعاشاً كبيراً بسبب التوقعات المتفائلة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في عام 2025. ويبدو أن الارتفاع الطفيف في أسعار المستهلكين بسبب الرسوم الجمركية وتباطؤ سوق العمل بوتيرة أسرع من المتوقع يدعم سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي التيسيرية. وخلال الشهر الماضي، ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 3.2%، مسجلاً أفضل أداء لشهر أغسطس منذ عام 2020. وفي نفس الفترة، ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 1.6%، وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.9%. تُظهر بيانات Dow Jones Market Data أن الأسهم الصغيرة، التي يقاس أداؤها بمؤشر راسل 2000 (RUT)، ارتفعت بنسبة 7% في شهر أغسطس، مسجلة أفضل أداء شهري لها منذ نوفمبر من العام الماضي، وأفضل أداء لشهر أغسطس منذ 25 عاماً.

مؤشر 200 يوم المتوسط المتحرك ودوره

أشار تيرنكويست في تقرير موجه إلى العملاء إلى أنه "منذ عام 1950، إذا كان مؤشر S&P 500 فوق المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم عند بداية شهر سبتمبر، فإن متوسط الزيادة في هذا الشهر سيصل إلى 1.3%، مع تحقيق مكاسب في 60% من الحالات. وعلى العكس من ذلك، إذا كان المؤشر أقل من المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم عند بداية شهر سبتمبر، فإن متوسط الانخفاض الشهري في شهر سبتمبر سيصل إلى 4.2%، مع احتمال تحقيق مكاسب بنسبة 15% فقط". عادة ما يعتبر المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم مؤشراً رئيسياً لتقييم الاتجاه العام طويل الأجل لمؤشر الأسهم. وتظهر بيانات FactSet أن مؤشر S&P 500 أغلق عند 6460.26 نقطة يوم الجمعة الماضي، وهو أعلى بكثير من المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم البالغ 5957.05 نقطة.

الاقتصاد الكلي وعوامل السوق الأخرى

أضاف تيرنكويست أنه على الرغم من أن الضعف الموسمي في شهر سبتمبر قد يكون "عاملاً مساعداً" في إضعاف أداء سوق الأسهم، إلا أن العوامل الأخرى الأكثر تأثيراً مثل الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة والأداء المالي للشركات هي التي ستحدد في النهاية اتجاه سوق الأسهم في المستقبل. تشمل الأحداث الرئيسية التي ستؤثر على أداء سوق الأسهم الأمريكية في شهر سبتمبر: تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس، والذي سيصدر هذا الأسبوع (وسيكشف عما إذا كان تباطؤ سوق العمل الذي شهده شهر يوليو قد تفاقم)، واجتماع لجنة السياسة النقدية التابعة لبنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر عقده في الفترة من 16 إلى 17 سبتمبر (حيث تتوقع الأسواق على نطاق واسع أن يقوم صناع السياسة بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مما سيؤدي إلى خفض نطاق أسعار الفائدة إلى 4% إلى 4.25%). قال تيرنكويست إنه على الرغم من أن خفض أسعار الفائدة في شهر سبتمبر يبدو مرجحاً، إلا أن حالة عدم اليقين الرئيسية تكمن في "ما إذا كان هذا سيكون خفضاً حمامياً أو صقورياً لأسعار الفائدة"، وهذا يتوقف على بيانات التضخم والتوظيف التي ستصدر من الآن وحتى منتصف سبتمبر. "بشكل عام، لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين قبل بداية شهر سبتمبر". كما أشار إلى أن سوق الأسهم قد يكون في حالة ذروة شراء على المدى القصير، "لأنه يبدو أن العديد من الأخبار الإيجابية قد تم تسعيرها بالكامل، مثل توقعات السوق بأن الاقتصاد سيحقق هبوطاً ناعماً وتجنب الركود". وأضاف: "على الرغم من أن هذا التسعير منطقي، إلا أنني لن أتفاجأ إذا شهدنا جولة من 'اختبار الواقع' في الأسابيع المقبلة، مما يعكس بعض حالات عدم اليقين التي يجب أن نواجهها".

مؤشر VIX وانخفاض التقلبات

الجدير بالذكر أن سوق الأسهم الأمريكية شهد حالة من الهدوء غير عادية في شهر أغسطس: فقد انخفض مؤشر Cboe لتقلبات الأسواق (VIX)، المعروف باسم "مؤشر الخوف" في وول ستريت، إلى أدنى مستوى له هذا العام الأسبوع الماضي. وتظهر بيانات FactSet أن مؤشر VIX انخفض بنسبة 7.8% خلال الشهر الماضي. قال تيرنكويست إن بيئة التقلبات المنخفضة هذه قد تكون "هدوءاً يسبق العاصفة". ويظهر الرسم البياني التالي أن مؤشر VIX يميل تاريخياً إلى الارتفاع في بداية الخريف، وعادة ما تظهر أعلى مستوياته خلال العام في نهاية سبتمبر أو بداية أكتوبر. أشار تيرنكويست إلى: "بالنظر إلى أن 'مؤشر الخوف' يبدأ من نقطة منخفضة نسبياً، فإننا نعتقد أن طرح فكرة وجود مخاطر صعودية لمؤشر VIX ليس تنبؤاً جريئاً".

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

أخبار ذات صلة