Markets.com Logo

ارتفاع أسعار النفط بعد ضربة إسرائيلية على قيادي حماس في قطر: نظرة على السوق

4 min read

رد فعل أسعار النفط على التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا بعد الضربة الإسرائيلية على قيادي بارز في حماس في قطر يوم الثلاثاء. ومع ذلك، كان هذا الارتفاع أقل بكثير من توقعات المتداولين، خاصة بالنظر إلى أن مثل هذه الأعمال العدائية في منطقة منتجة للنفط مثل الشرق الأوسط يمكن أن تهدد تدفقات إمدادات النفط الخام. هذا الرد الفعل الهادئ نسبيًا يسلط الضوء على حقيقة وجود فائض في المعروض العالمي من النفط، وهو وضع قد يتفاقم بسبب تركيز كبار المنتجين، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، على الحفاظ على حصتهم في السوق. هذا التحول في الديناميكيات له آثار كبيرة على كيفية تفاعل أسعار النفط مع الأحداث الجيوسياسية. صرح كولين تشيسينسكي، مدير المحافظ الاستثمارية وكبير استراتيجيي السوق في شركة SIA Wealth Management، بأن تأثير التوترات في الشرق الأوسط على أسعار النفط يكون أكثر وضوحًا عندما يكون الطلب قويًا والإمدادات شحيحة. في الوقت الحالي، يركز المستثمرون بشكل أكبر على نقص الطلب المحتمل بدلًا من نقص الإمدادات. السوق ببساطة مغمور بالنفط الخام، وتستمر منظمة أوبك+ في زيادة الإنتاج.

تصعيد التوترات الإقليمية

بغض النظر عن ذلك، يمثل الهجوم الذي شنته القوات الجوية الإسرائيلية على قيادي حماس في الدوحة تصعيدًا ملحوظًا. وأشارت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إلى أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بالهجوم المخطط له في قطر، والتي بدورها أخطرت قطر بالهجوم الوشيك. قطر حليف وثيق للولايات المتحدة. ترتبط حماس ارتباطًا وثيقًا بإيران، التي تقدم الدعم المالي والاستخباراتي للجماعة. إيران هي أيضًا واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك. يشير أليكس هودز، رئيس استراتيجية سوق الطاقة في StoneX، إلى أن هجوم الدوحة يمثل تصعيدًا كبيرًا من شأنه أن يضغط بالتأكيد على محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. ومع ذلك، يجب أن يركز رد فعل سوق النفط على التوازن الفعلي بين العرض والطلب على النفط الخام وما إذا كان هذا الهجوم سيغير هذا التوازن. حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي تعطيل لإمدادات النفط الإيرانية أو أضرار للبنية التحتية للنفط.

التأثير الجيوسياسي المحتمل

يشير هودز إلى أن تصعيد الأعمال العدائية في قطاع غزة قد يدفع المزيد من الدول العربية إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا تجاه إسرائيل. ومع ذلك، يضيف أن هذا غير مرجح، فالمملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، لديها الآن علاقات دبلوماسية أوثق مع الولايات المتحدة مما كانت عليه خلال حرب أكتوبر عام 1973، التي أدت إلى أزمة نفطية. تقول ريبيكا بابين، كبيرة تجار الطاقة والمديرة في CIBC Private Wealth، بشكل عام، إن السوق اعتاد على الصراعات المتكررة في المنطقة. لذلك، ما لم يكن للصراع تأثير مباشر ومستمر على الإمدادات، فقد تعلم المتداولون عدم تسعير علاوة المخاطر. لكن هودز يشير إلى أن التطورات الحالية تسلط الضوء على حقيقة أن أوبك هي عامل رئيسي في تحديد المعروض في سوق النفط. تقوم أوبك+ بزيادة الإنتاج تدريجيًا منذ أبريل. ومع تباطؤ الطلب بعد انتهاء موسم السفر في الصيف، يتزايد التوقع بأن السوق العالمية للنفط الخام ستشهد قريبًا فائضًا في المعروض. ووافقت ثماني دول أعضاء في أوبك+ يوم الأحد الماضي على زيادة الإنتاج اليومي بمقدار 137 ألف برميل أخرى في أكتوبر. وفي الفترة من أبريل إلى سبتمبر، تجاوزت الزيادة التراكمية في إنتاج المجموعة 2 مليون برميل يوميًا.

توقعات السوق المستقبلية

يقول روب ثوميل، كبير مديري المحافظ الاستثمارية في Tortoise Capital، إن سوق النفط العالمية حاليًا في حالة فائض في المعروض. وذكر تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) يوم الثلاثاء أنه مع تضاؤل الطلب الموسمي في الصيف، من المتوقع أن تزيد مخزونات النفط الخام بشكل كبير في الأشهر المقبلة، مما سيؤدي بدوره إلى انخفاض أسعار النفط. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أيضًا أن يبلغ إجمالي إنتاج النفط العالمي هذا العام 105.5 مليون برميل يوميًا، متجاوزًا الاستهلاك البالغ 103.8 مليون برميل يوميًا. يشير ثوميل إلى أنه لكي ترتفع أسعار النفط، يجب أن يكون هناك انخفاض في المعروض العالمي من النفط في المستقبل القريب أو زيادة غير متوقعة في الطلب العالمي على النفط بسبب انخفاض أسعار النفط الحالية. ويشير إلى أن زيادة الطلب قد تحدث في الولايات المتحدة إذا نفذ الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة بشكل غير متوقع، مما يدفع النمو الاقتصادي الأمريكي إلى تجاوز المستويات المتوقعة. يجب أن يكون المستثمرون على دراية بجميع المخاطر قبل اتخاذ أي قرار استثماري.

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

أخبار ذات صلة