على الرغم من أن بعض المستثمرين قد يرون أن إشارات الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر كانت أقل تيسيراً من المتوقع، إلا أن المستثمرين في سوق الأسهم الأمريكية يبدو أنهم مستعدون لاقتناص فرص الانخفاض الطفيف يوم الأربعاء.
يعود هذا الزخم التصاعدي جزئياً إلى إعادة تفسير السوق لتصريح رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأن "خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هو إدارة للمخاطر". وبينما اعتبر البعض ذلك بمثابة إشارة إلى "خفض وقائي في أسعار الفائدة ومساحة محدودة لمزيد من التخفيضات اللاحقة"، إلا أن مؤسسات مثل غولدمان ساكس تعارض ذلك، قائلة إن تصريح باول يشير في الواقع إلى حتمية خفض سعر الفائدة في أكتوبر.
أوصى فريق التداول في جي بي مورغان تشيس في تحليله في ذلك اليوم بشكل قاطع المستثمرين "بالشراء عند الانخفاض"، وتوقعوا أن يشهد سوق الأسهم الأمريكية لحظة "ارتفاع مدوي".
أشار الفريق، بقيادة أندرو تايلر، إلى أن خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي يتماشى مع توقعاتهم "لخفض أسعار الفائدة التيسيرية"، وما زالوا يتوقعون خفض سعر الفائدة مرتين أخريين هذا العام. وشددوا في تقريرهم على أن "تخفيضات أسعار الفائدة الوقائية هذه توفر الدعم للمراكز الطويلة، خاصة في ظل خلفية بيانات مبيعات التجزئة التي تجاوزت التوقعات يوم الثلاثاء".
## البيانات الاقتصادية والأرباح تدفعان السوق
يربط فريق تايلر الدافع الأساسي لارتفاع سوق الأسهم في المستقبل ببيانات رئيسية: تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر الصادر في 3 أكتوبر، وبيانات التضخم للشهر نفسه الصادرة في 15 أكتوبر.
إذا تعافت بيانات الوظائف بعد شهرين متتاليين من الضعف، وظل التضخم "تحت السيطرة"، بالإضافة إلى الأداء القوي لموسم الأرباح للربع الثالث (الذي يتركز بشكل أساسي في الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر)، فقد يشهد سوق الأسهم الأمريكية "اختراقًا كبيرًا". وأشاروا في تقريرهم بشكل مباشر إلى أن "بالنسبة لأولئك الذين يتوقعون أن يتجاوز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مستوى 7000 نقطة بحلول نهاية العام، ستكون هذه خطوة أولى حاسمة".
الجدير بالذكر أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الحالي يبتعد فقط حوالي 4٪ عن مستوى 7000 نقطة. تتوقع جي بي مورغان تشيس أنه إذا كانت البيانات كما هو متوقع، فإن الزخم الصعودي لسوق الأسهم سينتشر من أسهم التكنولوجيا إلى السوق بأكمله، كما أن ارتفاع الدولار سيعزز بشكل غير مباشر الأسواق الدولية، وخاصة أصول الأسواق الناشئة. على الرغم من تفسير لغة باول في المؤتمر الصحفي على أنها "تميل نحو التشديد النقدي"، إلا أن فريق تايلر أكد: "لن يغير المؤتمر الصحفي وجهة نظرنا الأساسية - أي تراجع هو فرصة للشراء، على الرغم من أن السوق قد يشهد تصحيحًا فنيًا في نهاية الشهر/نهاية الربع".
## التقلبات الموسمية واستراتيجيات السوق
يتناقض موقف جي بي مورغان تشيس المتفائل بشكل صارخ مع مخاوف السوق بشأن "لعنة سبتمبر". تاريخياً، بلغ متوسط انخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في سبتمبر 1.17٪، لكن هذا العام ارتفع المؤشر بنسبة 2.17٪، مسجلاً أفضل أداء شهري له منذ يوليو 2025. وقد أثار هذا التناقض سؤالاً في السوق حول "أين ذهب البائعون على المكشوف؟"
تشير التحليلات إلى أن سلوك الشراء عند الانخفاض من قبل مستثمري التجزئة خلال عمليات البيع في السوق في أبريل (والذي ثبت أنه كان حكيمًا للغاية) ربما يكون قد غير الأنماط الموسمية التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن مؤسسات مثل جي بي مورغان تشيس حذرت مراراً وتكراراً من أن "شهري سبتمبر وأكتوبر هما أكثر الفترات هشاشة لسوق الأسهم الأمريكية"، إلا أنها أكدت أيضاً أن مرونة أرباح الشركات وتوقعات التيسير النقدي ستسيطر على اتجاهات السوق. وخلص فريق تايلر إلى أن "المخاوف الحالية بشأن الاكتظاظ المفرط في مراكز السوق مبالغ فيها، وقد تكون مفاجآت الأرباح في موسم أرباح الربع الثالث هي المفتاح لكسر الجمود".
إن هذه المعركة الدائرة حول توقعات سياسة الاحتياطي الفيدرالي والبيانات الاقتصادية ودورة الأرباح تعيد تشكيل تفضيلات المستثمرين للمخاطرة. بينما لا يزال السوق يناقش المعنى الحقيقي لتصريح باول بشأن "إدارة المخاطر لخفض أسعار الفائدة"، تشدد جي بي مورغان تشيس على أنه في ظل سيناريو الهبوط الناعم للاقتصاد، فإن أي انخفاض حاد هو فرصة.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.