جيمي ديمون يحذر: التضخم المستمر يعقد مهمة خفض أسعار الفائدة الفيدرالية
حذر جيمي ديمون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ JPMorgan Chase، والذي يُشار إليه غالبًا بـ"عراب وول ستريت"، من أن التضخم العنيد الذي يحوم حول 3٪ قد يجعل من الصعب على الاحتياطي الفيدرالي تنفيذ المزيد من سياسات التيسير النقدي، على الرغم من توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة في الاجتماعين المتبقيين هذا العام.
التضخم المستمر: تحدي للسياسة النقدية
في مقابلة مع CNBC-TV18 على هامش مؤتمر JPMorgan السنوي للمستثمرين في الهند في مومباي، صرح ديمون بوضوح: "إذا لم يتراجع التضخم، فسيكون من الصعب على الاحتياطي الفيدرالي الاستمرار في خفض أسعار الفائدة... يبدو أن التضخم عالق حاليًا عند مستوى 3٪". وأعرب عن اعتقاده بأن مسار التضخم من المرجح أن يكون تصاعديًا بدلاً من تنازليًا، مع التركيز بشكل خاص على الحاجة إلى الحذر بشأن التأثيرات طويلة المدى للسياسات الجمركية على الأسعار.
الركود وخفض أسعار الفائدة: مقاربة حذرة
وفيما يتعلق بخيار استخدام خفض أسعار الفائدة لمعالجة الركود الاقتصادي، أعرب ديمون عن معارضته الصريحة، قائلاً: "من الواضح أن الاضطرار إلى خفض أسعار الفائدة بسبب الركود أمر سيئ في حد ذاته". وهو يفضل رؤية أسعار الفائدة تنخفض بشكل طبيعي من خلال النمو الاقتصادي المعتدل، لكنه اعترف بأن البيئة السياسية الحالية مليئة بالشكوك.
توقعات السوق وتوقعات الاحتياطي الفيدرالي
على الرغم من تحذيرات ديمون، لا تزال الأسواق تتوقع بشدة سياسة تيسير نقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي. تشير أداة FedWatch التابعة لـ CME Group إلى أن المستثمرين يتوقعون احتمالات بنسبة 90٪ و 75٪ لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي أكتوبر وديسمبر، على التوالي. أدت هذه التوقعات إلى ارتفاع مستمر في الأسهم الأمريكية: ارتفع مؤشر SPY ETF، الذي يتتبع مؤشر S&P 500، بنسبة 14.8٪ حتى الآن هذا العام، في حين ارتفع مؤشر QQQ ETF، الذي يتتبع مؤشر Nasdaq 100، بنسبة 18.1٪. تشير بيانات معنويات منصة التواصل الاجتماعي Stocktwits إلى أن نسبة الارتفاع إلى الهبوط بين المستثمرين الأفراد في SPY تبلغ 71/100، لكن الموقف تجاه QQQ أصبح محايدًا (41/100)، مما يعكس المخاوف بشأن المبالغة في تقييم أسهم التكنولوجيا.
التناقضات الهيكلية في الاقتصاد الأمريكي
ينبع حذر ديمون من التناقضات الهيكلية في الاقتصاد الأمريكي. أضافت الرواتب غير الزراعية في أغسطس 22000 وظيفة فقط، وارتفع معدل البطالة إلى 4.3٪، مما يشير إلى تراجع كبير في سوق العمل. ومع ذلك، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (PCE) لشهر يوليو بنسبة 2.9٪ على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى منذ فبراير، بينما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (PCE) الفائق (باستثناء تضخم الخدمات السكنية) بنسبة 3.3٪ على أساس سنوي، مما يسلط الضوء على الضغوط السعرية العنيدة.
تخفيضات الوظائف واستراتيجيات الشركات
أشار ديمون إلى أن "الشركات تستخدم تسريح العمال للتحوط من تكاليف التعريفات الجمركية". على الرغم من أن نمو إيرادات الشركات في الربع الثاني بلغ 6.3٪ وحققت الأرباح مكاسب مكونة من رقمين، إلا أن تكاليف العمالة أصبحت هدفًا رئيسيًا للتخفيضات. قامت شركات التكنولوجيا العملاقة مثل Google و Microsoft بتسريح ما يقرب من 90000 موظف هذا العام، ويؤدي هذا التحول "من التخزين إلى التسريح" إلى إعاقة القدرة الاستهلاكية.
استقلالية الاحتياطي الفيدرالي والتدخل السياسي
شدد ديمون بشكل خاص على هشاشة استقلالية الاحتياطي الفيدرالي. على الرغم من أن ترامب أعلن علنًا "دعمه للاحتياطي الفيدرالي المستقل"، إلا أن إدارته بدأت عملية اختيار رئيس جديد، وتخطط لإكمال مقابلات مع 11 مرشحًا بحلول الأسبوع المقبل، مع التركيز على مواقفهم بشأن السياسة النقدية. وأشار ديمون إلى أن "الاستقلالية تتآكل في مجالات التنظيم ووضع القواعد". وألمح إلى أن اختيار رئيس جديد قد يؤثر على المسار السياسي للاحتياطي الفيدرالي.
السياسات الجمركية والتضخم المستورد
يعتقد ديمون أن سياسات ترامب الجمركية تعيد تشكيل منطق التضخم. على الرغم من أن تكاليف التعريفات الحالية تتحملها الشركات بشكل أساسي (أقل من 20٪ من التمرير)، إلا أنه مع تضاؤل مساحة تعديل سلسلة التوريد، قد يواجه المستهلكون ارتفاعًا أكثر وضوحًا في الأسعار في عام 2026.
الخلاصة: التنقل في بيئة اقتصادية معقدة
دعا ديمون السوق إلى تقليل الاعتماد على التيسير النقدي، قائلاً: "يجب على المستثمرين ألا يركزوا بشكل مفرط على خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بل يجب أن يركزوا على استدامة أرباح الشركات". وتوقع أنه إذا أدت المخاطر الجيوسياسية (مثل تصعيد الصراع في الشرق الأوسط) إلى زيادة أسعار الطاقة، فقد يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة تشغيل رفع أسعار الفائدة في عام 2026. تواجه الولايات المتحدة بيئة اقتصادية معقدة، والتنقل خلالها سيتطلب دراسة متأنية من قبل صانعي السياسات والمستثمرين على حد سواء.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.